عامل بناء يساعد على بناء منزل في توسكالوسا، الاباما
يحاول المهاجرون من أصل أميركي لاتيني عدم لفت الأنظار إليهم في ألاباما حيث صدر قانون جديد ضد الهجرة السرية يعيد إلى أذهان البعض ذكريات النضال المر من أجل حقوق السود في هذه الولاية الواقعة جنوبالولاياتالمتحدة.
ويعتبر القانون الذي دخل حيز التنفيذ في 28 أيلول/سبتمبر الأكثر قمعا من بين كل القوانين التي صدرت حتى اليوم في البلاد، ولا سيما في أريزونا (جنوب غرب) وجورجيا (جنوب شرق).
ويقول سام بروك وهو محام في منظمة "ساثرن بوفرتي لوو سنتر" أن "الناس يغادرون الولاية ويخشون الخروج من منازلهم لأنهم يعاملون كالمجرمين. من العار أن يحصل ذلك في مهد حركة الحقوق المدنية".
في مونتغومري عاصمة ألاباما، ما زالت ذكرى روزا باركس حاضرة. ففي عام 1955، تم اعتقال هذه المرأة السوداء بعدما رفضت التخلي عن مقعدها من أجل راكب أبيض على متن حافلة عمومية. فتمت مقاطعة حافلات المدينة بناء على مبادرة مارتن لوثر كينغ، وانطلق النضال من أجل الحقوق المدنية.
لكن في المقابل، تعرضت بعض كنائس السود للاحراق وكذلك منزل مارتن لوثر كينغ. واليوم، يشبه بعض المناضلين القانون الجديد بأحداث تلك الحقبة، باستثناء أن المستهدفين هذه المرة ليسوا السود بل المهاجرين الذي لا يملكون أوراقا ثبوتية الذين يعيشون في ألاباما والذين يبلغ عددهم 130 ألف من أصل 11 مليون في الولاياتالمتحدة.
وتشرح أوليفيا ترنر وهي محامية في الفرع المحلي لاتحاد الحريات المدنية أن "الهدف هو جعل حياتهم صعبة إلى درجة دفعهم إلى الرحيل من تلقاء أنفسهم".
وقد شككت إدارة باراك أوباما في شرعية نص القانون باعتبار أنه يتعدى على صلاحيات الحكومة الفدرالية. وعلق القضاء اثنين من أحكامه، الأول يجيز للشرطة ايقاف كل شخص "تشك" في أنه متواجد على الأراضي بطريقة غير شرعية والثاني يسمح للمدارس العامة بالتحقق من الوضع القانوني لتلاميذها.
ولكن قرار التعليق جاء متأخرا بالنسبة إلى آلاف المهاجرين السريين الذين كانوا قد فروا إلى ولايات مجاورة أقل صرامة، ما أدى إلى انخفاض ملحوظ في اليد العاملة.
فيقول جيسي فولكنبوري وهو رئيس شركة بناء في مدينة توسكالوسا جنوب ألاباما "بعد دخول القانون حيز التنفيذ، اختفى 80% من موظفينا".
وهذه ليس حالة معزولة، إذ يشتكي الكثير من مربي الطيور ومزارعي الخوخ والطماطم من تداعيات القانون الجديد.
وخوفا من حواجز التحقق من الهوية، يتفادى الأميركيون من أصل لاتيني الذهاب إلى أحياء وسط المدينة. ويتركز كثر منهم في الأحياء اللاتينية ولكنهم قليلا ما يغادرون منازلهم ويرفضون التحدث إلى الصحافة.
ويقر أصحاب المتاجر والمطاعم من أصل لاتيني بأن أعمالهم تشهد سقوطا متسارعا.
ويخشى دانييل فالنسيا الذي يبيع شطائر التاكو المكسيكية في مدينة بيرمينغهام وهي المدينة الكبرى في الولاية، من أن يضطر إلى التوقف عن العمل بعد شهر على الأكثر. ويقول "اختفى الكثيرون وكأن الأرض ابتلعتهم".