فجر انتحاري الاثنين شاحنة مفخخة واقتحم مهاجمان مقر منظمة خيرية اميركية في قندهار كبرى مدن جنوبافغانستان ما اسفر عن مقتل اربعة افغان على الاقل. وقالت الشرطة ومسؤولون حكوميون ان مهاجما فجر الشاحنة خارج مقر منظمة انترناشيونال ريليف اند ديفلوبمنت (الاغاثة والتنمية الدولية) التي تتخذ مقرا لها في الولاياتالمتحدة، قبل ان يدخل مهاجمان اخران المقر مطلقين النار على قوات الامن.
وقالت سلطات الحكومة المحلية في قندهار ان المهاجمين نفذوا هجومهم في السادسة صباحا (01,30 تغ) وان مسلحين تحصنا بعيادة بيطرية تابعة للمقر الذي يضم الى جانب المنظمة الخيرية مكاتب تابعة للامم المتحدة، واخذا في اطلاق النار على قوات الامن.
وقال المتحدث بلسان الشرطة غور زنغ "كان هناك ثلاثة مهاجمين انتحاريين، فجر واحد نفسه امام المقر بينما دخل الاخران المجمع (مرتدين سترات ناسفة). انهما ما زالا على قيد الحياة غير ان الشرطة تطوقهما".
وقال يوسف احمدي متحدثا بلسان طالبان ان الحركة نفذت هجوما بسيارة مفخخة في المدينة، مكتفيا بالقول انها هاجمت المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة.
ونقلت جثث القتلى الى مستشفى مروايس القريب كما نقل العديد من جرحى الهجوم.
وقال احد الاطباء بالمستشفى يدعى سردار "تم نقل اربع جثث جميعها لمدنيين افغان، فضلا عن خمسة جرحى بينهم حارس نيبالي الى المستشفى هنا".
واكد المكتب الاعلامي للحكومة المحلية في قندهار وجود مكاتب للامم المتحدة في المجمع، لكنه افاد بانها ظلت على ما يبدو بمأمن عن الهجوم.
وبحسب موقع هيئة المساعدات الاميركية المستهدفة فانها توفر مساعدات تنموية بقيمة 500 مليون دولار سنويا تشمل مشروعات في افريقيا واسيا وشرق اوروبا واميركا اللاتينية والشرق الاوسط، وتنشط في حوالى 40 بلدا.
يذكر ان قندهار المدينةالجنوبية المضطربة كانت مهدا للحركة الاسلامية المتشددة التي تشن حربا دامية منذ اطيح بها من السلطة اواخر العام 2001 اثر الغزو الذي تزعمته واشنطنلافغانستان في اعقاب هجمات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر 2011.
وكان مسؤول في الحكومة المحلية في قندهار كان قياديا سابقا في طالبان في المنطقة، نجا الاحد من انفجار قنبلة على الطريق في المدينة حيث لحقت به اصابات طفيفة.
كما شنت طالبان الجمعة هجوما كبيرا على قاعدة مدنية-عسكرية مشتركة تحت ادارة اميركية في قندهار، وخاضت مواجهات استمرت اربع ساعات واسفرت عن مقتل مترجم افغاني واصابة ثمانية اشخاص اخرين.
وفي العاصمة كابول شهدت بعثة الحلف الاطلسي التي تتزعمها واشنطن الاحد احد اعنف الايام خلال الحرب المستمرة منذ عقد حين هاجم مسلحون من طالبان بسيارة مفخخة قافلة تابعة لها ما اسفر عن مقتل عشرة اميركيين وبريطانيين اثنين وكندي واربعة افغان.
وبات مقبولا عدم امكان احراز نصر ميداني في تلك الحرب، حيث يدفع دبلوماسيون غربيون باتجاه اجراء محادثات للتفاوض من اجل التوصل الى تسوية سياسية.
ومن المقرر ان ينعقد مؤتمر اقليمي في اسطنبول هذا الاسبوع يعلن خلاله الرئيس الافغاني حميد كرزاي عن مناطق في 17 ولاية سيتم نقل المسؤولية الامنية فيها من الحلف الاطلسي الى القوات الافغانية.
وسيأتي هذا في اطار مرحلة ثانية من عملية نقل السلطات التي بدأت في تموز/يوليو ومن المقرر ان تشهد تولي الافغان المسؤوليات الامنية عن البلاد باكملها بنهاية 2014 حينما تختتم قوات الاطلسي مهامها القتالية.
غير ان قدرة الجيش والشرطة الافغانيين على ضمان امن البلاد تبقى موضع تشكيك كبير في وقت تصعد طالبان هجماتها ولا تبدي حتى الان استعداد للدخول في محادثات.