قال "صبحي صالح"، القيادي بجماعة الإخوان المسلمين والعضو السابق بلجنة التعديلات الدستورية، إن مسئولية إدارة ملفات مصر خلال البرلمان المقبل لا يقوي عليها فصيل سياسي واحد، مؤكدا أن من يتصور عكس ذلك سيؤدي به إلي انتحار سياسي. جاء ذلك في كلمته خلال ندوة نظمها حزب "الحرية والعدالة" بأرض المعارض بالإسكندرية بحضور المرشد العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين "مهدي عاكف"، وعدد من قيادات الحزب. وأضاف "لسنا وحدنا المصريين، ولم نخون أحد أو نقصي أحد"، مشيرا إلي سعي الإخوان المسلمين إلي تشكيل أكبر تكتل استراتيجي من القوي السياسية من أجل بناء مستقبل مصر. وبرر صالح تحالفات "الحرية والعدالة" تخضع إلي قواعد محددة منها (الخبرة، وعدم كونه من فلول النظام السابق، وتمتعه بقاعدة شعبية)، مشيرا إلي التحالف مع المستشار الخضيري ودعمه في انتخابات الشعب بالنظام الفردي أمام منافسه النائب السابق طارق طلعت مصطفي. وعزا صالح عدم نجاح التحالف مع عدد من القوي الإسلامية إلي طلبهم بمناصفة رؤوس القوائم التي قرر الحزب اختيارها وفق التخصصات النادرة والمهمة، بالإضافة إلي عنصر الخبرة في العمل السياسي وتمتع العديد من عناصر الجماعة بخبرة عمل سياسي تمتد إلي عشرات السنين. واعتبر صالح أن المنافسة الانتخابية بين القوي الإسلامية لا يصب في صالح أي منها، وإنما يعتبر ميزة لغيرها من القوي السياسية، منتقدا ذلك التنافس ووصفه عدم إخلاص للمشروع الإسلامي والأنانية. وعاتب صالح القوي الإسلامية التي دخلت المنافسة الانتخابية أمام قوائم "الإخوان المسلمين"، مشيرا إلي أنه كان يتوقع منهم الدعم للقوي التي استمرت في ممارسة العمل السياسي علي مر العقود الطويلة. واعتبر صالح أن خوض المرأة الانتخابات البرلمانية علي قوائم الحرية والعدالة بالشئ الطبيعي لأنه سبق أن خاضت امرأة إخوانية خلال انتخابات 2005، و2010، لافتا إلي أن أحد أهداف الجماعة هو أن تصل أحدي الأخوات إلي البرلمان رافعة شعار "الإسلام هو الحل".
وانتقد صالح الدعاوي الخاصة بمحاولة "الإخوان المسلمين" بأن تستحوذ علي أغلبية برلمانية، مؤكدا أن الانتخابات المقبلة ليست نزهة وإنما هي سعي إلي إنقاذ الدولة في أعقاب الثورة المصرية، وأن الإخوان ليسوا حديثي عهد بالسياسة. وعن علاقة المسلمين بالأقباط، أكد صالح أن الشريعة الإسلامية تضمن العلاقات ولو جاء الإسلام لهدم الكنائس لما وجدنا كنائس ترجع بتاريخها إلي أكثر من ألف و400 عاما. وقال صالح إن الإخوان "ليسوا طرفا في أية فتنة، ولا نسعى إليها ولا نخوض فيها ولا نتاجر بها"، موضحا أنهم شاركوا في حماية الكنائس والمساجد خلال فترات الانفلات الأمني. ووصف صالح حزب "الحرية والعدالة" بالابن الراشد لجماعة الإخوان المسلمين، لا تديره الجماعة ولكنه يحمل كافة أفكار مشروعها السياسية، متمنيا أن يصل إلي تشكيل الحكومة في المستقبل. وأشار صالح إلي أن منهج جماعة الإخوان المسلمين يتميز بالشمولية في الفكر ووسطية المنهج، مضيفا أن الإمام حسن البنا له مكانة في ذاكرة التاريخ لتأسيس هذه الجماعة. وتطرق صالح إلي تاريخ جماعة الإخوان المسلمين بالدورات السابقة لمجلس الشعب؛ حيث بلغ عدد أعضائهم السابقين 150 نائبا، قدموا 22 ألف طلب إحاطة، بالإضافة إلي 864 طلب استجواب، و300 تعديل علي القانون، و34 مشروع قانون كامل.