تأجلت الزيارة التي كان مقررًا أن يقوم بها رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل الخميس إلى الأردن ل "أسباب لوجستية"، لكنه قام بمهاتفة رئيس الوزراء الأردني المكلف عون الخصاونة لتهنئته بالمنصب، في خطوة تشير إلى التحسن الذي طرأ على العلاقة بين الأردن والحركة. وأكد عضو المكتب السياسي ل "حماس" عزت الرشق في تصريح لصحيفة "الحياة" نشرته الخميس أن زيارة مشعل للأردن "ما زالت قائمة، لكن تم إرجاؤها، ولم يتم بعد تحديد موعد لها"، معتبرًا أنها نتاج وساطة قطرية وتتضمن استقبال العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني لمشعل. وأشار نائب رئيس المكتب السياسي ل "حماس" موسى أبو مرزوق إلى إرجاء الزيارة لأسباب لوجستية، موضحًا أنه لم يتم وضع الأجندة التي سيناقشها اللقاء. واعتبر أن "العلاقات مع دولة معنية تمامًا بالشأن الفلسطيني ولها دور أساسي فيه، سينعكس بالضرورة إيجابًا على القضية الفلسطينية، وبلا شك سينعكس على حماس وسيعزز من علاقاتها مع الغرب". مع ذلك نفى أن تكون هذه الزيارة تمهد لحوار مع "إسرائيل" في ظل التهدئة السارية، قال: "الحوار مع (إسرائيل) غير وارد وغير موجود في أجندتنا". في الأثناء، هاتف رئيس المكتب السياسي ل "حماس" رئيس الوزراء الأردني المكلف عون الخصاونة مهنئًا بتكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة. وقالت صحيفة "الرأي" الخميس: إن رئيس الوزراء المكلف استقبل أيضًا في منزله في وقت متأخر من مساء الأربعاء عضو المكتب السياسي ل "حماس" محمد نزال الذي قدم له التهنئة بتكليفه بتشكيل الحكومة. يأتي الإعلان عن الاتصالات بين الخصاونة والقياديين في "حماس" مع تواتر الأنباء التي تحدثت عن زيارة رسمية قريبة سيقوم بها خالد مشعل لعمَّان برفقة ولي العهد القطري الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. وكانت تقارير صحافية تحدثت عن نجاح وساطة قامت بها قطر لتقريب وجهات النظر بين عمان وحركة "حماس"، حيث وافق الأردن على استقبال مشعل في زيارة رسمية ستكون الأولى له منذ ما يزيد عن عشر سنوات عندما تم إبعاده مع أربعة آخرين من قادة "حماس" في المملكة للخارج عام 1999 حين اتخذت عمان قرارًا بقطع علاقتها مع الحركة وإغلاق مكاتبها على الأراضي الأردنية. وسمحت الأردن لأسباب إنسانية لمشعل بالمجيء إلى عمان مرتين الأولى في أغسطس 2009 للمشاركة في تشييع جثمان والده، والثانية بداية الشهر الحالي للاطمئنان على صحة والدته.