«هجوم الجيش المصرى وبلطجية مدنيين مساء الأحد الماضى على أقباط كانوا يطمحون فى التظاهر فى سلام، كشف خطأ السياسة التى يتبعها النظام العسكرى، الذى تهدد سوء إدارته للبلاد، وإطالة وقت حكمه بتدمير فرص مصر فى تحقيق الديمقراطية».. هكذا بدأت افتتاحية صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية التى جاءت بعنوان «التباطؤ القاتل فى مصر»، تعقيبا على أكثر الأحداث عنفاً دموية تشهدها مصر ما بعد مبارك. الصحيفة أوردت تقارير مستقلة تفيد بأن الأقباط خرجوا فى مسيرة، احتجاجا على فشل الحكومة العسكرية فى منع الهجمات المتكررة على كنائسهم، وأضافت -وفقا للتقارير ذاتها- أن مدنيين هم من بدؤوا الاعتداء على المسيرة القبطية بالعصى والحجارة أولا، ومن بعدهم تدخلت مدرعات الجيش، التى دهست عشوائيا عديدا من المتظاهرين غير المسلحين وأطلقت عليهم النيران. ووصفت الصحيفة رد فعل المجلس العسكرى ورئيس وزرائه المدنى على الأحداث الأخيرة ب«المخجل»، وانتقدت كلمة عصام شرف، الذى ألقى فيها باللوم على المؤامرات الأجنبية، كما انتقدت التليفزيون الحكومى، الذى دعا المواطنين إلى الخروج للشوارع، وحماية الجيش كما لو كان هو من تم الاعتداء عليه لا الأقباط.. «واشنطن بوست» أرجعت الشكوك والأخطار التى تحيط بالانتقال الديمقراطى فى مصر إلى النظام العسكرى وليس الأقباط أو الإسلاميون أو غيرهما، فرغم أن قادة المجلس الحاكم أعربوا عن رغبتهم فى تسليم السلطة إلى المدنيين فى أقرب وقت، فإنهم يماطلون الآن فى ذلك، ويناقشون جدولا زمنيا قد يبقيهم فى السلطة على الأقل لعام آخر أو ربما أكثر، وكلما تباطؤوا، أساؤوا الحكم. . وحذرت الصحيفة من استغلال مشاهد الفوضى التى وقعت فى القاهرة لتأجيل التحول الديمقراطى، حتى تتم استعادة الأمن والنظام، لافتة إلى أنه يجب الضغط على الجنرالات من أجل الإسراع فى إجراء الانتخابات، وتولى رئيس مدنى زمام الحكم فى مصر.