تحتفل الكنيسة المارونية في مصر تحتفل باليوبيل الماسي لأبرشية القاهرة: 75 عامًا من الإيمان والعطاء. وقال المطران شيحان مطران الكنيسة المارونية: «الكنيسة المارونية في مصر ليست مجرد مؤسسة روحية، بل هي شاهد حي على التلاقي بين الشرق والغرب، ورسالة سلام متجذرة في المجتمع المصري عبر الأجيال». تاريخ عريق وجذور تمتد لقرون تعود جذور الكنيسة المارونية إلى الكنيسة الأنطاكية التي نشأت من تبشير الرسل، وتميّزت بوحدة الإيمان والشركة في إطار تنوع ثقافي وحضاري ولغوي جعلها منبعًا للخصب الروحي والفكري. وتنتمي الكنيسة إلى مؤسسها القديس مارون، الكاهن الناسك وصديق البطريرك يوحنا فم الذهب، الذي عاش في الفترة بين عامي 350 و410 ميلادية. نشأت البطريركية المارونية نحو عام685 ميلادية بعد شغور الكرسي البطريركي الأنطاكي، وهي الكنيسة الكاثوليكية الشرقية الوحيدة التي ظلت في شركة كاملة مع الكرسي الرسولي في روما دون انقطاع، لتبقى ثابتة في إيمانها الكاثوليكي حتى اليوم. ويقع المقر البطريركي الماروني حاليًا في بكركي – لبنان. يبلغ عدد الموارنة في العالم نحو 7 ملايين مؤمن موزعين على 26 أبرشية في الشرق والغرب والأميركتين وأستراليا وأوروبا، يرأسها البطريرك ويخدمها 44 مطرانًا. الوجود الماروني في مصر: من القرن الخامس عشر حتى اليوم يُعدّ الوجود الماروني في مصر من أقدم الجاليات المشرقية، إذ تشير الوثائق التاريخية إلى أن أول دليل على وجودهم يعود إلى عام 1498، عندما نسخ راهب ماروني يُدعى القس موسى اللبناني مخطوطًا بعنوان *«الابتهالات»* أثناء إقامته في القاهرة وخدمته للرعية المارونية هناك. كما توثّق سجلات الآباء الفرنسيسكان بدير الموسكي في القاهرة وقائع عمادات وزيجات ودفن لموارنة منذ عام 1627، ما يدل على وجودهم المنظم في البلاد قبل ذلك التاريخ. وفي عام 1638، قام البطريرك جرجس عميرة الأهدني بزيارة رعوية لأبنائه الموارنة في القاهرة، تأكيدًا لأهمية حضورهم ونموّ عددهم في ذلك الوقت. من النيابة البطريركية إلى أبرشية القاهرة بسبب ازدياد عدد الموارنة في مصر، قرر البطريرك إلياس الحويّك عام 1906 رفع مصر والسودان إلى مرتبة النيابة البطريركية المارونية، في خطوة كانت البداية لتأسيس الأبرشية لاحقًا. وتعاقب على رئاسة النيابة والأبرشية عدد من الأساقفة البارزين، أبرزهم: المطران يوسف دريان (1906 – 1920) من الرهبانية الحلبية اللبنانية. المطران عمانوئيل فارس (1927 – 1943) من بلدة صورات البترون. المطران بطرس ديب (1946 – 1965) الذي أصبح أول مطران مقيم لأبرشية القاهرة بعد صدور المرسوم البابوي بإنشائها. المطران يوسف مرعي (1972 – 1989) من جمعية المرسلين اللبنانيين. المطران يوسف ضرغام (1989 – 2006) من عبرين البترون. واليوم، تواصل الأبرشية رسالتها تحت رعاية المطران جورج شيحان، في مسيرة متجددة من الإيمان والخدمة والانفتاح الثقافي والاجتماعي، لتبقى الكنيسة المارونية في مصر **جسرًا روحيًا وحضاريًا بين لبنان ومصر، والشرق والغرب.