قال الدكتور جمال عبد الجواد، المستشار بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن المنطقة تشهد مرحلة جديدة من التحركات السياسية التي تعكس تغيرًا في النهج الأمريكي تجاه قضايا الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن اتفاق شرم الشيخ ما زال ساريًا ويؤكد وجود إرادة للاستمرار في العملية السياسية. وأوضح "عبد الجواد" خلال حواره مع الإعلامي نشأت الديهي ببرنامج "المشهد" المذاع عبر فضائية "TeN"، مساء الأربعاء، أن هناك رغبة لبنانية في أن تشمل بلاده عملية سياسية مشابهة لما جرى في شرم الشيخ، وهو ما يعكس، إدراكًا إقليميًا لأهمية التجربة المصرية في إدارة الأزمات واحتواء التوترات. احتمالات العودة وأضاف أن المنطقة تمر بمرحلة دقيقة تتسم ب "انفجارات محدودة" لكنها لا ترقى إلى حرب شاملة، مؤكدًا أن هذا الواقع الجديد يجعل من الصعب العودة إلى دوامة العنف الواسع. وقال: "نحن لسنا أمام حملة عنف متواصلة، بل أمام ردود أفعال محسوبة، وهذا يعكس منطقًا جديدًا في إدارة الصراعات داخل الشرق الأوسط". خطوات محسوبة وأشار إلى أن ما يجري حاليًا هو عملية سياسية متحركة وليست خطة مكتملة الأركان، إذ ما زالت القضايا الأساسية مثل اللاجئين والحدود قيد البحث والنقاش، مضيفًا أن تعقيد التفاصيل يجعل المفاوضات تسير ببطء. وأوضح أن الفشل في جولات سابقة من التفاوض لا يعني غياب الأمل، بل يدفع نحو إعادة بناء الثقة تدريجيًا من خلال آليات جديدة ومشاركة أطراف دولية ضامنة. دور أمريكي ضاغط وأكد المستشار السياسي أن الولاياتالمتحدة تمارس دورًا ضاغطًا وإكراهيًا في بعض الأحيان لدفع الأطراف إلى المشاركة في العملية السياسية رغم ترددهم، مشيرًا إلى أن *إسرائيل نفسها وجدت نفسها منخرطة تحت هذا الضغط الدولي. وأضاف: "هناك ضمانات إقليمية مهمة تشمل مصر وتركيا وقطر، وحتى دول أخرى لم تكن على منصة المفاوضات لكنها جزء من الاتجاه العام الداعم للحل".