أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن الحديث الشريف الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: "يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك"، يحمل دلالاتٍ عظيمة تؤكد صدق نبوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وتُثبت أن هناك وحيًا ثانيًا غير القرآن الكريم، هو وحي السنة النبوية، الذي تلقاه النبي من ربه بوحيٍ غير متلو. الفرق بين الحمد والشكر وأوضح "الجندي" خلال تقديم برنامجه "لعلهم يفقهون" المذاع على قناة "dmc"، اليوم الخميس، أن الحديث يكشف عن عمق المعنى اللغوي والشرعي لكلمة "الحمد"، مبينًا الفرق بينها وبين "الشكر". وأشار إلى أن الشكر يكون عند بداية النعمة وأثنائها، بينما الحمد يكون عند تمام النعمة واكتمالها، موضحًا أن علماء اللغة أكدوا هذا المعنى، موضحًا أن من يقول "شكرًا" يكون في انتظار المزيد من العطاء، أما من يقول "الحمد لله" فقد بلغ الرضا والاكتفاء بنعمة الله. القرآن يربط الحمد بتمام النعمة واستشهد الجندي بآياتٍ قرآنية تدل على هذا المفهوم، منها قوله تعالى في ختام سورة الزمر: "وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ"، وكذلك قوله تعالى: "وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ"، موضحًا أن الحمد يأتي في نهاية النعم حين يبلغ العبد ذروة الرضا وتمام الكمال. الحمد لا يكون إلا لله وبيّن أن الشكر من الألفاظ المشتركة، فقد يُقال لله وللناس، بينما الحمد لا يكون إلا لله وحده، لأنه يجمع بين الثناء والتقديس، وهو أرقى درجات التعظيم للخالق سبحانه وتعالى. وختم الجندي حديثه بالإشارة إلى أن افتتاح القرآن الكريم بقوله تعالى: "الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ"، جاء تأكيدًا على أن نزول القرآن هو تمام النعمة وكمال الدين**، قائلًا: "ما أعظمها من نعمة، وما أكرمها من كلمة، فليس بعد القرآن نعمة تُحمد عليها نعمة".