يتزامن اليوم مع ذكرى رحيل أحد أهم المبدعين في تاريخ الموسيقى العربية، الملحن منير مراد الذي غادر عالمنا في مثل هذا اليوم 17 أكتوبر عام 1981، بعد مشوار حافل بالإبداع والنجاح، ترك خلاله بصمة متفرّدة على الغناء والسينما في مصر والعالم العربي. الفنان منير مراد لم يكن منير مراد مجرد ملحن موهوب، بل حالة فنية خاصة جمعت بين الخفة، والإيقاع، والبهجة. بل كان رائدًا في الموسيقى الراقصة والاستعراضية، وابتكر أنغامًا شكلت ملامح عصرٍ كامل من البهجة فصاغ موسيقى الرقصات التي قدمتها تحية كاريوكا وسامية جمال ونعيمة عاكف، لتصبح ألحانه نبضًا للحركة والحياة.
برع في تقديم ألحان للأفلام، وأصبح اسمه علامة للجمال والاختلاف، ومن أشهر ما قدّم: حاجة غريبة، دبلة الخطوبة، أول مرة تحب يا قلبي، ضحك ولعب وجد وحب، كما خاض تجربة التمثيل وظهر في أفلام مثل أنا وحبيبي، موعد مع إبليس، نهارك سعيد.
منير مراد وشادية.. ثنائي من نوع خاص ارتبط صوت شادية بألحان منير مراد في علاقة فنية لا تُنسى، قدّم لها مجموعة من أنجح أغانيها التي ما زالت تُغنّى حتى اليوم، منها: إن راح منك يا عين، ألو ألو، أوعى تسيبني، اسم الله عليك، حاجة غريبة، يا دبلة الخطوبة، تعالي أقولك، شبك حبيبي، ما اقدرش أحب اتنين، يا سارق من عيني النوم، وعد ومكتوب، يا دنيا زوقوكي.
منير مراد وعبد الحليم حافظ.. لقاء بين الإحساس والإيقاع كما تعاون مع العندليب عبد الحليم حافظ في مجموعة من الأغاني التي جمعت بين الرومانسية والابتكار، مثل: تعالى أقول لك، حاجة غريبة، إحنا كنا فين، ضحك ولعب، وحياة قلبي وأفراحه، بكرة وبعده، بأمر الحب، بحلم بيك، أول مرة تحب يا قلبي.
ولم يتوقف نهر إبداعه عندهما، فقد لحّن أيضًا لكبار النجوم: فايزة أحمد (شغلوني عيونك)، نجاح سلام (يعني وبعدين)، شريفة فاضل (آه من الصبر)، مها صبري (غلاب الهوى)، هاني شاكر (قسمة ونصيب)، وردة الجزائرية (من يوميها)، عايدة الشاعر (أنا أحبك)، عادل مأمون (إبعد عن الحب)، محرم فؤاد (شفت الحب)، ليلى جمال (مرجيحة الحب)، محمد رشدي (كعب الغزال)، هدى سلطان (تسلم لقلبي)، عفاف راضي (ابعد يا حب)، صباح (اللي اتمنيته لقيته).
إرثه الفني رحل منير مراد، لكن موسيقاه ما زالت تعيش بيننا، تُغنّى وتُرقص وتُضحك وتُحب حيث كان موسيقارًا يرى الجمال في كل شيء، ويصنع من كل لحن حكاية لا تنتهي.