في كرة القدم، ما يبقى في ذاكرة الجماهير ليس كل لمسة أو تمريرة، بل اللقطات الفارقة التي تتحول مع الوقت إلى "حدوتة" تُروى جيلًا بعد جيل. وهنا يبرز اسم حسين الشحات، أحد أكثر اللاعبين المصريين الذين نجحوا في كتابة سطور خاصة به داخل الحكاية الكروية. فالشحات يمكن أن يعرّف نفسه اليوم بأنه الهداف التاريخي للعرب في بطولة الأندية القارية (كأس العالم للأندية سابقًا)، وصاحب تجربة لامعة في الدوري الإماراتي تُوج خلالها بجائزة أفضل لاعب، بالإضافة إلى توقيعه في فترة من الفترات على أغلى عقد في تاريخ الكرة المصرية. لكنه في عيون جماهير الأهلي يظل "ابن البلد" الذي ارتبط بالنادي بصدق وانتماء. "مش مذاكر الأهلي".. وائل القباني يفتح النار على فيريرا بعد خسارة الزمالك للقمة صفحة الأهلي تحتفل بالفوز على الزمالك بالقمة الجماهير لن تنسى مواقفه الشهيرة: احتفاله برقم 3 في وجه لاعبي الترجي، لقطة المواجهة القوية مع حمدي النقاز، وحتى المكالمة التي جمعته بوالدته قبل توقيعه للأهلي، والتي لخصت علاقته العاطفية بالنادي حين قالت له: "امضي يا حسين، دا الأهلي خيره علينا." وهنا تكمن الفكرة؛ أن الحدوتة ليست في عدد الأهداف أو دقائق اللعب، بل في المشاهد التي تبقى في ذاكرة الجمهور. فكما تحولت لمسات زين الدين زيدان – من هدفيه في نهائي المونديال، إلى تسديدته الخالدة في دوري الأبطال، وحتى واقعة "النطحة" الشهيرة – إلى أيقونات خالدة، يسير الشحات بخطى مشابهة في طريقه لترك بصمة خاصة في الذاكرة الحمراء. في النهاية، قد يختلف تقييم حسين الشحات من مباراة لأخرى، لكن المؤكد أن "حدوته الشحات" صارت بالفعل جزءًا من تاريخ الأهلي وجماهيره، لتبقى محفوظة من النسيان مهما مر الزمن.