تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنان الراحل إسماعيل ياسين، أحد أعمدة الكوميديا في تاريخ السينما والمسرح المصري، وصاحب المسيرة الفنية التي امتدت لعقود وارتبط اسمه بالضحكة الصافية والبساطة التي لامست قلوب الجمهور من مختلف الأجيال. ويبرز الفجر الفني في هذا التقرير عن أبرز المحطات الفنية ل إسماعيل ياسين
مولد إسماعيل ياسين وُلد إسماعيل ياسين في 15 سبتمبر عام 1912 بمدينة السويس، ليبدأ رحلة صعود استثنائية جعلت منه أيقونة فنية باقية رغم رحيله منذ أكثر من نصف قرن. اشتهر "سمعة"، كما أطلق عليه جمهوره، بملامحه الطريفة وحضوره العفوي، واستطاع أن يحوّل شكله المختلف إلى مصدر إبداع، ليصبح أحد أبرز نجوم الكوميديا الذين كسروا النمط السائد في زمنه. قدّم خلال مسيرته ما يقارب 166 فيلمًا، تنوّعت بين البطولات الفردية والمشاركة مع كبار النجوم، بالإضافة إلى عشرات المسرحيات التي رسّخت مكانته كفنان شامل. من أبرز إنجازاته الفنية تلك السلسلة الشهيرة من الأفلام التي حملت اسمه في العنوان مثل "إسماعيل ياسين في الجيش"، "إسماعيل ياسين في البوليس"، و"إسماعيل ياسين في الأسطول"، والتي لم تكتفِ بتحقيق نجاح جماهيري واسع، بل أسهمت في تقديم صورة مختلفة عن المؤسسات الوطنية بروح كوميدية محببة للجمهور. كما تعاون مع عمالقة الفن مثل المخرج فطين عبد الوهاب، والفنانين عبد الفتاح القصري، رياض القصبجي، زينات صدقي، وشكّل معهم فريقًا كوميديًا متكاملاً ظلّ حاضرًا في ذاكرة المشاهدين. لم يكن إسماعيل ياسين مجرد ممثل كوميدي، بل كان رمزًا للقدرة على تحويل المعاناة إلى ابتسامة فقد واجه في حياته الكثير من الصعاب سواء على المستوى الشخصي أو الفني، لكنه ظلّ وفيًا لفنه ولجمهوره حتى آخر لحظة. وبالرغم من رحيله في 24 مايو 1972، ما زالت أعماله تُعرض على الشاشات حتى اليوم، لتؤكد أن الضحك الذي زرعه في قلوب الناس لا يزول. وفي ذكرى ميلاده، يتجدد الحديث عن إرثه الفني الكبير الذي لم يقتصر على جيل بعينه، بل امتد ليبقى مصدر إلهام لكل من يسعى لصناعة الضحك النابع من القلب فقد علّمنا إسماعيل ياسين أن الفن الصادق لا يموت، وأن الابتسامة التي تخرج من القلب قادرة على مقاومة قسوة الزمن، لتبقى سيرته حاضرة كأحد أهم نجوم الكوميديا في تاريخ مصر والعالم العربي.