أمريكا تفرض رسومًا على واردات الطماطم المكسيكية وتنسحب من اتفاقية 2019 لحماية مزارعيها المحليين

أعلنت وزارة التجارة الأمريكية، اليوم الثلاثاء، أنها ستبدأ بفرض رسوم جمركية بنسبة 20.91% على معظم واردات الطماطم المكسيكية إلى الولايات المتحدة، اعتبارًا من 14 يوليو المقبل، وذلك بعد قرارها الانسحاب من اتفاقية التجارة التي أبرمت عام 2019، والتي رأت أنها لم تعد كافية لحماية مزارعي الطماطم الأمريكيين من المنافسة غير العادلة.
وأكدت الوزارة في بيان رسمي أن هذه الخطوة تهدف إلى تحقيق العدالة في المنافسة التجارية، مشيرة إلى أن الاتفاق السابق لم يُوفِّر الحماية المطلوبة للصناعة المحلية.
a href="/5106680" title="عاجل.. "اتصالات البرلمان" تكشف مفاجأة سارة بشأن جمارك الهواتف المحمولة"
عاجل.. "اتصالات البرلمان" تكشف مفاجأة سارة بشأن جمارك الهواتف المحمولة
بعد فرض 38.5% جمارك: هل يصبح امتلاك آيفون في مصر حلمًا بعيد المنال؟ (تفاصيل الأزمة)
وزارة التجارة: "هذا القرار يحمي المزارعين الأمريكيين من الإغراق"
قالت الوزارة في بيانها: «سيسمح هذا الإجراء لمزارعي الطماطم الأمريكيين بالمنافسة العادلة في السوق»، في إشارة إلى المخاوف المتزايدة من أن الواردات المكسيكية تُباع بأسعار منخفضة تضر بالإنتاج المحلي.
ويأتي هذا القرار بعد مراجعة امتدت لعدة أشهر خلصت إلى أن اتفاق 2019 لم ينجح في ردع ممارسات الإغراق أو ضمان تطبيق معايير التفتيش والجودة بشكل فعال.
خلفية الاتفاق: آلية تفتيش ومعايير تسعير لم تفِ بالغرض
تم توقيع الاتفاق محل الجدل في عام 2019 بين منتجي الطماطم المكسيكيين وإدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وكان الهدف منه هو تفادي تحقيق رسمي في شبهة مكافحة الإغراق، وإنهاء نزاع تجاري طويل الأمد حول فرض رسوم جمركية على الطماطم المكسيكية.
أمريكا تفرض رسومًا على واردات الطماطم المكسيكية وتنسحب من اتفاقية 2019 لحماية مزارعيها المحليين
وتضمن الاتفاق حينها حدودًا دنيا لأسعار البيع، وآلية لتفتيش الطماطم المشتبه في انخفاض جودتها، بهدف منع دخول الطماطم الرديئة إلى السوق الأمريكية، وهو ما رأته واشنطن كافيًا في ذلك الوقت.
لكن وبحسب البيان الجديد لوزارة التجارة، لم تُثبت هذه الآليات فعاليتها بالشكل المطلوب، ما دفع الإدارة الحالية إلى الانسحاب من الاتفاق وفرض رسوم جديدة.
المكسيك أكبر مصدر للطماطم إلى الولايات المتحدة
تشير بيانات رسمية إلى أن الولايات المتحدة استوردت طماطم من المكسيك بقيمة 2.7 مليار دولار خلال عام 2023، مما يجعل المكسيك المصدر الأكبر للطماطم الطازجة والمبردة إلى السوق الأمريكية.
ويُتوقع أن يكون لهذا القرار تأثير مباشر على العلاقات التجارية بين البلدين، خاصة في قطاع الزراعة، حيث تعتمد شركات مكسيكية عديدة على السوق الأمريكية كمصدر رئيسي للدخل.
وتنطبق الرسوم الجديدة على جميع أنواع الطماطم الطازجة والمبردة، مع استثناء الطماطم المخصصة للمعالجة، والتي تُستخدم عادة في الصناعات الغذائية والمعلبات.
تداعيات القرار على الأسعار والعلاقات التجارية
يُحذر خبراء اقتصاديون من أن هذه الرسوم قد تؤدي إلى زيادة أسعار الطماطم في السوق الأمريكية، لا سيما في ظل الطلب المرتفع وتراجع الإنتاج المحلي في بعض الولايات.
وفي المقابل، من المرجح أن ترد المكسيك بإجراءات مقابلة أو تسعى للطعن في القرار من خلال آليات فض النزاعات في اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية "USMCA"، التي تجمع الولايات المتحدة والمكسيك وكندا.
سياسة الحماية الاقتصادية تعود للواجهة
يعكس هذا القرار نهجًا متزايدًا داخل الولايات المتحدة للعودة إلى سياسات الحماية الاقتصادية، خاصة في القطاعات الحساسة كالغذاء والطاقة، في محاولة للحد من الاعتماد على الواردات الخارجية ودعم الصناعات الوطنية.
ويأتي القرار في سياق توجه عام داخل الإدارة الأمريكية لتعزيز الأمن الغذائي المحلي، وتقليل التأثر بالأسواق الدولية، لا سيما في ظل الأزمات الاقتصادية والجيوسياسية الراهنة.


من المقرر أن تدخل الرسوم الجمركية الجديدة حيز التنفيذ في 14 يوليو المقبل، مما يمنح المنتجين والمستوردين فترة قصيرة لإعادة ترتيب أوضاعهم، أو البحث عن أسواق بديلة.
ويترقب السوق ما إذا كانت المكسيك ستسعى للتفاوض مجددًا بشأن اتفاق جديد، أو ستلجأ للمسارات القانونية والدبلوماسية للطعن في القرار الأمريكي.