تعرض مجمع يضم مقر وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي ايه) في كابول لهجوم مساء الأحد، هو الأحدث في إطار سلسلة الهجمات التي ضربت العاصمة الأفغانية. وفي حين رفضت ال "سي آي إيه" وكذلك السفارة الأمريكية في كابول التعليق على المعلومات، اعترف مصدر حكومي أمريكي بأن المبنى المستهدف يعتبر جزءًا من مجمع السفارة الأمريكية في كابول ومن المرجح أنه يضم مكاتب للوكالة. وأكد الميجور جيسون واجونر المتحدث باسم قوة "إيساف"، التابعة للحلف الأطلسي في أفغانستان أن إطلاقًا للنار وقع على مقربة من فندق إريانا بكابول، من دون ذكر أية تفاصيل.
ونقلت وكالة "رويترز" عن مسئول أمريكي أن هجومًا وقع على منشأة يستخدمها المسئولون الأمريكيون في كابول قائلاً: إن الوضع مائع وإن التحقيق مستمر. ووفق مسئول بالحكومة الأفغانية - قالت وكالة الصحافة الفرنسية: إنه رفض الكشف عن اسمه - فإن المجمع تستخدمه ال "سي آي إيه". وبحسب المتحدث باسم وزارة الداخلية الأفغانية صديق صديقي، فإن الشرطة سمعت إطلاق نار استمر "لبضع دقائق" من داخل مجمع فندق إريانا قرابة الساعة 21,15 (بالتوقيت المحلي). وأوضح أن "الشرطة سمعت إطلاق نار صادرًا من داخل مجمع إريانا لكن القوات الأفغانية لم تتمكن من الدخول إليه؛ لأن المجمع يعود لقوات الائتلاف ولا يمكن للشرطة دخوله". ويأتي الهجوم في أحدث حلقة من سلسلة الهجمات التي استهدفت العاصمة الأفغانية التي شهدت في مطلع الشهر هجومًا استمر 19 ساعة على السفارة الأمريكية، أنحى مسئولون أمريكيون فيه باللائمة على "شبكة حقاني" التي تقول واشنطن: إنها تحظى بدعم باكستان، بالإضافة إلى اغتيال برهان الدين رباني الرئيس الأفغاني السابق والمفاوض مع حركة "طالبان". وأكد مسئولون أمريكيون أنه توجد معلومات مخابرات، من بينها اتصالات هاتفية تم التقاطها تشير إلى أن هؤلاء المهاجمين الذين شنوا سلسلة الهجمات في كابول في 13 سبتمبر كانوا على اتصال بأشخاص لهم صلة بوكالة المخابرات الباكستانية. لكن حركة "طالبان" نفت بشدة أية علاقة للمهاجمين بباكستان وتحدت أن يسمح الأمريكيون للصحافيين بالاطلاع على تلك الأدلة المزعومة. وأثارت الاتهامات الأمريكية توترًا غير مسبوق في العلاقات بين الولاياتالمتحدةوباكستان. واعتبر رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني أن الاتهامات "يفيد منها فقط أعداء السلام" وأنها "تشي بالتباس سياسي داخل المؤسسة الأمريكية حول النهج الواجب اتباعه في أفغانستان".