دومًا يبدو أمام أي قارئ للسياسة الدولية وربما لصحف الأخبار تحالف كبير بين الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل، ودعم يصل إلى درجة أن يمكن وصفه "بقصة عشق". تناقلت وسائل الأخبار العالمية والدولية تصريحًا لم يثر الجدل كثيرا للرئيس الأمريكي "جو بايدن"، أكد فيه لنظيره الإسرائيلى "يتسحاق هرتسوج"، خلال استقباله الأربعاء اللماضي عن دعمه لإسرائيل، قائلًا: "سيدي أكدت مرارا أنه لو لم تكن إسرائيل موجودة، لكان علينا اختراعها". قصة دعم لا أحد ينكر على الإطلاق دعم الولاياتالمتحدةالأمريكية لاستمرار بقاء إسرائيل كدولة، بل وتحاول أن توجد لها كل المسببات والدواعي لإقامتها، كتدعيم نموذج حل الدولتين بان تكون هناك دولة للفلسطينيين وأخرى لإسرائيل. وعلى الرغم من منطقية الحل لديهم إلا أنَّ السياسة الامركية الخارجية دوما ما تدعم بقاء الدولة العبرية ربما لشعبية اليهود داخل الولاياتالمتحدة، حسب ما تذكر بعض الأطراف الدولية، وربما لسيطرة اللوبي الصهيوني داخل الولاياتالمتحدةالامريكية. ولعل السبب السالف يبدو شرحًا إجابة واضحة لسؤال: "لماذا تعشق الولابات المتحدة إسرائيل؟" ونعرف لماذا كل هذا الدعم الذي يصل للتدعيم العسكري والسياسي. لكنَّ الأهم من هذه التكهنات هو أنَّ الولاياتالمتحدة الامركية تعشق إدارة الحرب بالوكالة، وتعتبر أنَّ أي محاولة لذلك هو في سبيل الحفاظ على أمنها القومي ولا تتردد لحظة لأن تدافع عن ذلك حتى ولو ب "بعين قوية" إدارة بالوكالة وبالتطبيق على الوضع الحالي يمكن الخروج بمقولة أنها "تعشق إدارة السياسة العربية بالوكالة"، وكذلك دعمها لكيان مكروه من أغلب الشعب العربي، يعطي لها فرصة الضمان لعدم استقرار الاوضاع، وبالتالي الضغط مسار السياسات الإقليمية في المنطقة، وبخاصة بعد طرح فكرة التطبيع مع إسرائيل ما يتيح للكيان الامريكي السيطرة على الوضاع وفرض هيمنة أكثر، في ظل صراعات أقوى مثل الصراع الروسي الأوكراني، وتكشير الطرف الأسيوي عن أنيابه، مثل الصين ووكوريا الشمالية. المساعدة العسكرية لإسرائيل ولهذا تتناقل وسائل الإعلام الدولية أن باراك أوباما، في فترة إبرام الاتفاق النووي، قد زاد بشكل كبير من المساعدة العسكرية لإسرائيل إلى 38 مليار دولار على مدى عشر سنوات؛ من أجل إقناع إسرائيل بعدم انتقاد الاتفاق النووي عام 2015، والذي ضم والدول الست (الصين، روسيا، أمريكا، فرنسا، ألمانيا وبريطانيا)، والذ كان يهف إلى إلغاء جميع العقوبات على إيران بشكل تام. ولقد كانت هذه الأموال تستخدم للمساعدة المباشرة وغير المباشرة في إستمرار عمليات العنف التي يقوم بها جيش الاحتلال ضد الفلسطينيين، في مقابل صمت تام لأعضاء الكونغرس الأمريكي على هذه الاتفاقية، وعدم ظهور أي اعتراض منهم في هذه الفترة. ليس إسرائيليا بالضرورة إن تأكيد "بايدن" على صهيونبته، وأنه لا يحتاج إلى أن يكون إسرائيليًا، إنما هو تأكيد على الدعم الأمريكي الصريح والعشق الأبدي بينه والكيان الغاصب، فيتفاخران بإعلان هذا العشق أمام العالم كله، فتعلن الولاياتالمتحدة قوة دعم في نظير كسب عدم اعتراض على سياساتها في الأيام القادمة. والمؤكد أن إسرائيل هنا كلمة السر فعلاقاتها مع روسيا وكذا مع دول الاتفاق النووي تصبح مغزى لاكتمال أسوأ سياسة خارجية أو أسوأ قصة عشق.