كتب/ أحمد ياسر نظام عالمي جديد يفرضه الصراع بين روسياوأوكرانيا، ويبدوا أن الحرب ستجبر أوروبا والولاياتالمتحدة على التحول نحو سياسات جديدة لاحتواء روسيا، والتي قد تتضمن تسريع الجهود لتعزيز القدرات العسكرية للدول الأوروبية، وتعزيز الدفاعات في شرق أوروبا. ووفقا للتحليلات تري موسكو أن النصر في أوكرانيا قد يكون في متناول اليد، بإطالة أمد الأزمة ببساطة، وبإمكان روسيا أن تمديد الأزمة الحالية دون أن تغزو أوكرانيا وإذا كانت حسابات الكرملين صحيحة، كما كانت في سوريا، فيجب أن يكون الغرب والولاياتالمتحدة مستعدين لاحتمال واقع آخر. وإذا استطاعت روسيا السيطرة على أوكرانيا أو تمكنت من زعزعة استقرارها على نطاق واسع، فستبدأ حقبة جديدة للولايات المتحدة وأوروبا. وتشير التوقعات إلي أنه مع وجود بولندا والمجر و5 أعضاء آخرين في الناتو يتشاركون الحدود مع روسيا الجديدة الموسعة، فإن قدرة الولاياتالمتحدة وحلف شمال الأطلسي على الدفاع عن الجناح الشرقي للحلف سوف تتضاءل بشكل خطير. فالرئيس الروسي فلاديمير بوتين يريد إعادة تأسيس مجال نفوذ روسيا التقليدي في شرق ووسط أوروبا، ويسعى حاليا، على الأقل، إلى تشكيل حلف الناتو من مستويين، حيث لا تنتشر قوات التحالف على أراضي حلف وارسو السابقة؛ أي جميع دول شرق أوروبا التي على حدود روسيا، ويسعى أيضا إلى إنشاء بنية أمنية أوروبية جديدة مع وجود القوات الروسية على طول الحدود الشرقية للناتو، علي حد وصف تقرير لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية نشر في وقت سابق. واستشهد تقرير الصحيفة الأمريكية بما قاله وزير الخارجية الأمريكية الأسبق دين أتشيسون، بأن "روسيا مع أوكرانيا حيوان إستراتيجي مختلف تماما". بالنسبة لروسيا، قد يتخذ النصر في أوكرانيا أشكالًا مختلفة، كما كان الحال في سوريا، إذ لا يجب أن يترجم النصر دائما بتسوية مستدامة، إذ يمكن أن ينطوي على تنصيب حكومة موالية في كييف أو تقسيم البلاد. وعلي صعيد آخر، تحتاج معادلة التمرد الأوكراني الآن إلى الإمداد والدعم من البلاد المجاورة، فهل سيكون لبولندا دور مع القوات الروسية مباشرة عبر الحدود؟، أو دول البلطيق؟ أو المجر؟.