رام الله (الضفة الغربية) (ا ف ب) - قال مسؤول فلسطيني رفيع الثلاثاء ان الرئيس محمود عباس سيوجه خطابا الى الشعب الفلسطيني مساء الجمعة يتركز على توجه القيادة الفلسطينية المقبل الى الاممالمتحدة لطلب عضوية دولة فلسطين. وقال محمد شتية عضو اللجنة المركزية لحركة فتح وعضو الوفد الذي سيشارك في اجتماعات الاممالمتحدة في نيويورك الاسبوع المقبل ان عباس سيتحدث في الخطاب عن "تفاصيل وجدوى التوجه الى الاممالمتحدة". واكد شتية خلال لقائه بالصحافيين الثلاثاء تصميم القيادة الفلسطينية على التوجه الى الاممالمتحدة لطلب العضوية الكاملة. وقال "الرئيس عباس في قراره واضح تمام الوضوح، نحن ذاهبون لاجل عضوية كاملة لفلسطين (...) ونحن جاهزون تمام الجاهزية، والقيادة الفلسطينية اخذت قرارها من خلال كافة مؤسساتها، باننا ذاهبون على ارضية واضحة ونحن على كامل الجهوزية لذلك". وفي السياق ذاته، قال شتية ان عباس سيلتقي مبعوث اللجنة الرباعية الدولية توني بلير خلال اليومين المقبلين في اطار محاولات وصفها بانها تهدف "لثنينا عن التوجه للامم المتحدة". وقال "لا نعول كثيرا على افكار اللحظة الاخيرة التي قد يحملها بلير معه، وهذه الافكار لا تهدف الا لثنينا عن التوجه للامم المتحدة". واضاف "لا يهمنا ما يقوله بلير، وما يهمنا هو ما تلتزم به اسرائيل". وفي حين اعلنت الولاياتالمتحدة رسميا انها ستستخدم حق النقض الفيتو ضد اي مشروع قرار ينص على الاعتراف بعضوية فلسطين في الاممالمتحدة، لا زال الموقف الاوروبي غير واضح. وذكرت مصادر فلسطينية لوكالة فرانس برس ان توني بلير نقل الى الرئيس الفلسطيني عباس مقترحا اوروبيا يقضي بعودة المفاوضات الثنائية بين اسرائيل والفلسطينيين وفق اسس جديدة. ولم ينف شتية هذا الامر، وقال في سياق رده على سؤال لوكالة فرانس برس "هناك حديث عن بيان للجنة الرباعية، ونحن ما يهمنا هو موقف اسرائيل الرسمي والعلني مما يتضمنه هذا البيان، وما ستلتزم به، وغير ذلك فالبيان لا يعنينا بشيء". وكان الاجتماع الوزاري للجنة مبادرة السلام العربية قرر في ختام اجتماعه بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية في القاهرة مساء الاثنين مواصلة الاتصالات والمشاورات لحشد التاييد للمسعى الفلسطيني المزمع في الاممالمتحدة لطلب عضوية كاملة لدولة فلسطينية. وقرر وزراء الخارجية العرب خلال اجتماع ترأسه رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني وحضره رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، مواصلة الاتصالات والمشاورات العربية مع مختلف دول العالم من خلال اللجنة المنبثقة عن لجنة مبادرة السلام العربية والتي تم تشكيلها في اجتماع سابق بالدوحة لحشد التأييد الدولي في الاممالمتحدة للاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس. وقال الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع صائب عريقات عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في ختام الاجتماع انه "تم بحث كل الاوضاع المتعلقة بالمطلب الذي تؤيده جميع الدول العربية بذهاب فلسطين الى الاممالمتحدة للحصول على العضوية الكاملة بالمنظمة". وأضاف العربي أن "المشاورات والاتصالات ستستمر من أجل تحقيق الهدف". وكان عباس التقى قبل الاجتماع وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون التي حضرت قسما من الاجتماع لابلاغ المشاركين فيه بموقف الاتحاد الاوروبي حيال الخطة الفلسطينية. وفي تعليقه على الموقف الاوروبي الذي نقلته آشتون والداعي الى قيام دولة فلسطينية من خلال المفاوضات، قال العربي ان "الاتصالات مستمرة وهناك تأييد واسع من مختلف الدول العالم". من جانبه اعلن صائب عريقات ان "هناك قرارا اتخذ في الدوحة من قبل لجنة مبادرة السلام العربية في اجتماع سابق لها بالتأكيد على ضرورة مواصلة السعي للحصول على عضوية دولة فلسطين الكاملة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدسالشرقية". وشدد على ان "ذهابنا الى الأممالمتحدة للحصول على العضوية الكاملة لدولة فلسطين لا يتعارض تماما مع اقامة دولة فلسطينية من خلال المفاوضات بل هو على العكس يكرس مبدأ الدولتين، كما يكرس القانون الدولي". واوضح انه "تم تشكيل لجنة مصغرة منبثقة عن لجنة مبادرة السلام العربية في اجتماع سابق لها في الدوحة برئاسة قطر وتضم مصر والسعودية والاردن والمغرب وفلسطين وسلطنة عمان والامين العام للجامعة العربية وتقرر أن تكون في حالة انعقاد دائم لمتابعة كل الاتصالات مع المجموعات الدولية لحشد التأييد" للمسعى الفلسطيني. وبعدما حذرت واشنطن من انها ستمارس حق الفيتو ضد المبادرة الفلسطينية في مجلس الامن داعية الى سلوك طريق المفاوضات لاقامة دولة فلسطينية، قال عريقات ان "الاتصالات مستمرة مع الولاياتالمتحدة" مؤكدا ان "من اراد بالفعل تحقيق حل الدولتين فلا يلوح بالفيتو". وقال "انها من المرات النادرة التي نتحدث كعرب بلسان واحد وهو اعادة فلسطين وعاصمتها القدسالشرقية على حدود 1967 الى خارطة الجغرافيا ونحن الآن نمتلك زمام المبادرة ولا نريد الصراع مع الولاياتالمتحدة أو غيرها".