عدة تحركات أجراها الاتحاد الأفريقي خلال الساعات الأخيرة بشأن سد النهضة، ذلك الملف العالق بسبب العناد الأثيوبي مع مصر والسودان الذي نتج عنه عدم توقيع أية اتفاق يرضي كافة الأطراف حتى الآن. يذكر أن إثيوبيا تعتزم الانتهاء من المرحلة الثانية من ملء السد في موسم الفيضان المقبل، وهي خطوة يرفضها السودان ومصر قبل التوصل إلى اتفاق ملزم قانونا. وطالبت مصر والسودان المجتمع الدولي بالتدخل "لدرء المخاطر المتصلة باستمرار إثيوبيا في انتهاج سياستها القائمة على السعي لفرض الأمر الواقع على دولتي المصب". اجتماع لمكتب الاتحاد الأفريقي في الساعات الأخيرة، عقد مكتب الاتحاد الأفريقي "الترويكا الأفريقية"، اجتماعا بالعاصمة الكونغولية كينشاسا لبحث تطورات الأوضاع في كل من "مالي، وتشاد" وآليات التعامل مع جائحة كورونا في قارة إفريقيا، بجانب تقرير عن سير مفاوضات سد النهضة. والاجتماع ليس لوزراء الري بالدول الثلاث "مصر، السودان، إثيوبيا" بهدف التفاوض بشأن أزمة السد، موضحًا أن الاجتماع سيقدم للرئيس الكونغولي فيليكس تشسيكيدي "الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي" تقريرًا مقتضبًا فقط عن سير مفاوضات سد النهضة والتي يقودها مكتب الاتحاد الأفريقي. خطوات جدية من الاتحاد الأفريقي كما قال الدكتور عبد الوهاب الطيب الخبير في شئون القرن الإفريقي، إن الاتحاد الإفريقي بدأ خطوات جدية لحل أزمة سد النهضة بين مصر والسودان وإثيوبيا، مشيرا إلى أن ملف سد النهضة قضية عالمية وإقليمية لا تحتمل التعامل فيها بمصالح دولة واحدة فقط. وأشار الخبير في شئون القرن الإفريقي، إلى أن الاتحاد الإفريقي طالب الدول الثلاث بالعودة لطاولة المفاوضات من جديد، مبينا أن إثيوبيا ترى في الاتحاد الإفريقي القائد لمسار المفاوضات بخلاف مصر والسودان اللذين يرغبان في وجود أطراف دولية وإقليمية في المفاوضات لضمان الاتفاق. تبادل المعلومات بشأن السد وعلى جانب آخر، قال رئيس وزراء إثيوبيا، آبي أحمد، إن رئيس الاتحاد الأفريقي أبلغ بلاده بأن حلول قضايا القارة ستكون أفريقية. وأضاف آبي أحمد في تغريدة على حسابه على "تويتر": "الرئيس الكونغولي رئيس الدورة الحالية للاتحاد الأفريقي أبلغني بأنه يتعين على الدول الثلاث (إثيوبيا ومصر والسودان) مواصلة مفاوضات سد النهضة تحت رعاية الاتحاد". وأشار إلى مشاركته في اجتماع مكتب رئاسة الاتحاد الأفريقي افتراضيا برئاسة فليكس تشيسكيدى، وضم كلا من رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوسا ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي، ورئيس جزر القمر ورئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي. وخلال هذا الاجتماع جرى تبادل المعلومات بشأن سد النهضة الإثيوبي، والتي قدمها الرئيس الكونغولي.