الملك أمنحتب الثالث هو تاسع ملوك الأسرة الثامنة عشر، ومن أعظم حكام مصر على مر التاريخ، حكم فى الفترة ما بين (1391– 1353 ق.م.) ومن ناحيته قال الدكتور عبد الرحيم ريحان الخبير الأثري المعروف، إن الملك أمنحتب الثالث تزوج في السنة الثانية لحكمه من الملكة تيي ولم يكن لها اصول ملكية ولكن والداها كانا يشغلان مناصب راقية في الدولة والتى أنجبت له أمنحتب الرابع خليفته، الذي آمن بالإله الواحد ومثله في الشمس (آتون) كعاطية للحياة، وأسمى نفسه إخناتون ومعناه "المخلص لآتون". ونوه ريحان إلى قصة حب أمنحتب الثالث والملكة تيي القصة التى تحدت العادات والتقاليد ومن أجلها أمر بتغيير القوانين المقدسة لكهنة آمون فقد كانت تيي من خارج الدماء الملكية ولا يجوز زواجهما، ومن أجلها أمر بإنشاء بحيرة شاسعة لمحبوبته العظيمة، ومن أجلها أمر بإقامة معبد كرسه لعبادتها في منطقة صادنقا على بعد 210 كم جنوبي وادي حلفا، كما يشهد على هذا الحب تمثال عملاق للملك تجلس إلى جواره محبوبته تيي بنفس الحجم، في دلالة فنية على علو الشأن وعظمة الحب. ولفت، إلى أن أمنحتب الثالث (أمنوفيس) اكتشف أمريكا عام 1380ق.م بعد أن تم التأكد بواسطة تقنية التأريخ الكربوني (الكربون 14) أن عمر أقدم حضارتين في أمريكا (المايا والأوزتيك) 3400 عام. وبذلك تكون معاصرة لحكم أمنحتب الثالث، تاسع ملوك الأسرة الثامنة عشر، الذي اشتهر برحلاته وبعثاته الاستكشافية عبر البحار، وكانت مصر أكبر إمبراطورية فى الشرق القديم وصاحبة السيادة السياسية والأدبية والدينية. وأوضح ريحان أن أمنحتب الثالث اشتهر برحلاته وبعثاته الاستكشافية عبر البحار، وهى ما أطلق عليها رحلات البحث والمعرفة، وقد سجل فى تاريخ مصر القديمة أنه أرسل بعثاته المشهورة مزودة بجنود البحر الأشداء ورجال المعرفة. وقد خرجت رحلته الأولى لتقتفى أثر الشمس فى مدارها ومسيرتها نحو الغرب عبر البحر الأبيض حتى وصلت شاطئ المحيط الأطلسى، وكان أول أسطول بحرى فى تاريخ البشرية ينزل إلى شاطئ الأطلسي وانقطعت أخبار البعثة التى لم تعد إلى وادى النيل، ليكتشف العالم بعد اكتشاف أمريكا التشابه الحضاري مع حضارة المايا. واشتهرت مصر فى عهد امنحتب الثالث بأسطولها العظيم من سفن مصنوعة من خشب الأرز جاوزت ال 200 سفينة ، استخدمها في الحرب والسلم برحلاته الاستكشافية، وأن أحد البرديات التى اكتشفها العالم المصرى سليم حسن وتعود للسنة الخامسة من حكم أمنحتب الثالث. وأشارت إلى أن حدوده امتدت إلى الأعمدة الأربعة التي تحمل السماء، والتي فسرها المؤرخون بأنها القارات البعيدة التي تنتهى عندها المحيطات وهي القارة الأمريكية التى تشرق الشمس من شواطئها الغربية وتغرب عند شواطئها الشرقية، وقد أرسل بعثاته البحرية الكبيرة لاحتلالها وضمها إلى ملكه. وتابع ريحان أن الاكتشافات المصرية لأمريكا استمرت إلى ما بعد أمنحتب الثالث وأن الحقائق الأثرية تؤكد أن قدماء المصريين استكشفوا أمريكا ثلاث مرات ونزلوا على شواطئها الشرقيةوالغربية قبل أن يصل إليها كولومبس بعشرات القرون، مستخدمين المراكب المصنوعة من خشب الأرز الذي لا يتأثر بالمياه المالحة مع قوة احتماله للعوامل الجوية والتأثيرات البحرية.