أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الجمعة، أن الجيش الروسي يساهم في تجهيز مستشفى ميداني سيتم افتتاحه في مدينة بيرغامو في إقليم لومبارديا بشمالي إيطاليا. وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان: "من المقرر أن تبدأ الفرق الطبية الروسية والإيطالية يوم الاثنين بالعمل المشترك على استقبال وعلاج المرضى والمصابين بعدوى فيروس كورونا المستجد في مستشفى ميداني" . ويشار إلى أن المستشفى مصمم لاستيعاب 142 مريضا، وسيعمل فيه أكثر من 200 متخصص روسي وإيطالي. هذا ووصلت منذ 22 مارس الماضي 15 طائرة تابعة للقوات الجوية الفضائية الروسية إلى إيطاليا، وعلى متنها معدات طبية ومختصون عسكريون بعلم الأوبئة وخبراء من وزارة الدفاع، للمساعدة في مكافحة فيروس كورونا "كوفيد - 19". طائرة روسية ضخمة تعد الرابعة عشرة التابعة لطيران النقل العسكري الروسي، هبطت في مطار "براكتيكا–دي–ماري" بالقاعدة الجوية الإيطالية الكائنة على بعد 30 كيلومتراً جنوبَ-غرب العاصمة الإيطالية روما. وقد حملت الطائرة على متنها مزيدًا من الخبراء العسكريين الروس والتجهيزات المخصصة للتعامل مع الأوبئة وتفشي الفيروسيات كشفاً وتعقيماً. والأهم أن عملية نقل الكوادر والمعدات الروسية الإضافية إلى إيطاليا ستتواصل. وبعد إتمام المشاورات مع العسكريين الإيطاليين، سيبدأ الخبراء العسكريون الروس بتنفيذ عمليات الوقاية والتعقيم في المناطق الأكثر تضرراً من تفشي فيروس كورونا في إيطاليا، وفق بيان لوزارة الدفاع الروسية. ومن الواضح أننا أمام عملية نجدة غير مسبوقة تضطلع بها روسيا درءًا لجائحة غير مسبوقة ضربت بأطنابها إحدى أكثر الدولة العالمية تقدماً وتطورا، ما يطرح السؤال عن الأسباب، التي سمحت للقاتل التاجي المستجد بالاستفراد بإيطاليا تحديداً بعد أن أرخى قبضته الحديدية عن أعناق الصينيين. إن حجم المساعدة الروسية العاجلة للجمهورية الإيطالية لا مثيل له فعلا، ولا سيما أن إيصال هذه المساعدة تطلَّب استخدام طائرات نقل جبارة من طراز "إيليوشين–76"، التي تُعد من أكبر طائرات النقل في العالم. واللافت أن الطائرات العشر الأولى، التي شكَّلت الفوج الطليعي لمجموعة الخبراء العسكريين "البيولوجيين"، أُعدت للإقلاع بكامل طواقهما بشراً وأجهزة من القواعد العسكرية الروسية في ضواحي موسكو إلى قاعدة "براكتيكا–دي–ماري" الإيطالية خلال ساعات معدودة! ونظراً لحجم الحمولة، فهل من المبالغة القول إن قوة عسكرية بشرية وتقنية بهذا التعداد، وبهذا التخصص الفريد، يمكن اعتبارها، بالمفاهيم العسكرية، أنها دُفعت إلى جبهة، وكأنها لمواجهة تداعيات استخدام سلاح بيولوجي فعلا؟