تنقلب القاعدة في مطعم يديره أصحاب الهمم من الصم وضعاف السمع، لغة الإشارة بينهم تخطف الأنظار، يديرونه ويشرفون عليه ويقدمون الخدمة الممتازة لمتردديه. يستقبلونك بابتسامة ويتولوا أمر جلوسك على طاولتك، يكتبون طلبك ويحملون لك الطبق بنفس راضية، لرسم لوحة إنسانية أمام الأعين. وبإشارتهم التي تعبر عن كلمة "أحبك" يستقبلون كل شخص يمر أمامهم مما يدل على سلامهم وقلبهم الصافي المحب للجميع. يظهرون للمجتمع لكسر الصمت والإنسجام في الحياة العادية بعيداً عن الوحدة التي يعانون منها بسبب اختلافهم عن الآخرين، بمساندتهم من وزارة التضامن الاجتماعى ببروتوكول تعاون لتشغيل الأشخاص ذوي الإعاقة من الصم وضعاف السمع. قال أحد عاملي المطعم، إنه في غاية السعادة لوجوده في أول مطعم يديره طاقم كامل من أصحاب الهمم، معربا عن فخره بما سيحققه في عمله ومدخل رزقه. وعن سؤاله عن كيفية عمله، أشاد "أكرم" بالتدريب الذي حصل عليه لتمهيده للحصول علي تلك الوظيفة. وبوجه مبتسم قالت 'آية' إنها متحمسة للغاية لانضمامها للعمل مع فريق رائع وطيب القلب. بينما قال "محمد" إنه في البداية تقدم للوظيفة وهو غير واثق من القبول بها، بعد ذلك حصل علي دورة تدريبية حول الوظيفة وكيفية التعامل، معربا عن فرحته بتحقيق حلمه. ويرحب المترددين بفكرة أن طاقم عمل المطعم من أصحاب الهمم، في محاولة منهم للحديث معهم بلغة الإشارة. ويضم المطعم عددا كبيرا من الفتيات، حيث أعرب إحدهن عن سعادتها بالانضمام للفريق، مؤكدة أنها ستسكب خبرات كبيرة من المتواجدات وسط العاملين.
