قرر الاتحاد الاوروبي يوم الجمعة فرض عقوبات على صادرات النفط السوري قائلا ان الرئيس بشار الاسد يرتكب مذابح ضد شعبه. وقال مسؤول في منتجع سوبوت البولندي حيث اجتمع وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي لتحديد ردهم على حملة الاسد التي بدأت قبل خمسة أشهر ضد احتجاجات على حكمه المستمر منذ 11 عاما "تم الاتفاق على العقوبات."
وقال وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي "الرئيس الاسد يرتكب مذابح في بلاده .. المجتمع الدولي باسره يدعوه الى التخلي عن السلطة."
وقال ناشطون وسكان انه مع تشديد الاتحاد الاوروبي للعقوبات الاقتصادية على الاسد اندلعت مظاهرات في عدة اجزاء من سوريا خاصة في المناطق الريفية بسبب الوجود المكثف للجيش في تلك المناطق.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان لديه اسماء 14 مدنيا قتلوا في هجمات على المحتجين معظمهم في ضواحي دمشق وحول مدينة حمص في محافظة دير الزور بشرق البلاد.
وذكرت الوكالة العربية السورية للانباء ان ثلاثة من عناصر قوات حفظ النظام قتلوا بنيران "مجموعات ارهابية مسلحة" هاجمت حواجز هذه القوات في حمورية وعربين في ريف دمشق وتلبيسة بريف حمص. وقال شخص يقطن بالقرب من أحد هذه المواقع ان قوات الامن فتحت النار دون ان تتعرض لهجوم.
وطردت سوريا وسائل الاعلام الاجنبية مما يجعل من الصعب التحقق من الروايات بشأن الاضطرابات التي يقول المرصد ومقره بريطانيا ان 2000 مدنيا قتلوا فيها بالاضافة الى 463 من الجنود والشرطة بعضهم سقط على ايدي مسلحين مناهضين للأسد وآخرين برصاص قوات الامن لرفضهم اطلاق النار على المتظاهرين.
وأظهر تسجيل مصور بث على موقع يوتيوب الالكتروني متظاهرين يهتفون في حشد ببلدة كفر زيتا في ريف حماة يقولون "الموت ولا المذلة".
وردد حشد آخر في بلدة كفرنبل في محافظة ادلب الشمالية هتافات تقول ان الاسد في أيامه الاخيرة.
وقال المتظاهرون ان رد فعل المجتمع الدولي على ما يحدث في سوريا يختلف عما حدث في العراق وليبيا لان سوريا ليس لديها الكثير من النفط.
ومنع الاتحاد الاوروبي الاوروبيين من اقامة علاقات تجارية مع عشرات المسؤولين السوريين والمؤسسات الحكومية والشركات التي لها صلات بالجيش السوري.
وقال المسؤول الاوروبي ان أربعة أشخاص وثلاثة كيانات اضيفوا الى قائمة العقوبات يوم الجمعة.
وقال أكرم عز الدين وهو ناشط في دمشق ان اي خطوة تضر بالنظام هي محل ترحيب على مستوى الشارع خاصة وان كل موارد الدولة موجهة الان لقمع المواطنين.
وأضاف أن الاسد وحاشيته يتعاملون مع قطاع النفط وكأنه ملك لهم وان المواطنين لم يروا أي استفاده منه.
وعقوبات يوم الجمعة هي المرة الاولى التي يستهدف فيها الاتحاد الاوروبي قطاع النفط في سوريا لكن محللين يقولون ان العقوبات لا تصل الى حد حظر الاستثمارات الذي فرضته الولاياتالمتحدة الشهر الماضي.
وشركات مثل رويال داتش شل الانجليزية الهولندية وشركة توتال الفرنسية من المستثمرين الرئيسيين في سوريا.
وحتى الان لم يكن للتهديد بفرض عقوبات على سوريا أي تأثير كبير على أسواق النفط لان سوريا تصدر 150 ألف برميل يوميا فقط من بين نحو 400 ألف برميل تنتجها يوميا.
ومعظم الصادرات يذهب الى ألمانيا وايطاليا وفرنسا ولهذا فان الحظر الاوروبي سيعرقل مصدرا كبيرا للعملة الاجنبية لسوريا. وربما تتمكن دمشق من ايجاد أسواق جديدة لنفطها الخام في اسيا لكنها سوف تضطر الى عرضه بخصم وتحتاج الى وقت للاتفاق على عقود جديدة.
وقالت فرنسا انها تسعى لاستصدار قرار من مجلس الامن الدولي يفرض عقوبات على سوريا وهو أمر ترفضه حتى الان روسيا والصين اللتان تتمتعان بحق النقض (الفيتو).
وحثت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون أيضا دولا أوروبية وغيرها يوم الخميس على فرض مزيد من العقوبات على حكومة الاسد وقالت ان هناك حاجة لزيادة الضغط لاجباره على التنحي عن السلطة.
ولم تحذ أي دولة في منطقة الشرق الاوسط حذو الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي في دعوة الاسد الى التنحي عن السلطة وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يوم الجمعة ان الدول العربية أقل استعدادا للتحرك مثلما كانت في حالة ليبيا.
لكنه أضاف أنه لمس لهجة أكثر تشددا ضد الاسد أثناء مناقشات مع زعماء عرب في اجتماع عقد في فرنسا بشأن ليبيا بعد سقوط معمر القذافي.
وقال لهيئة الاذاعة البريطانية "أعتقد أن موقفهم يشتد لانهم أدركوا أن ما يفعله أمرا مروعا."
وأضاف "يدركون أنه كانت أمامه فرصة لاظهار أنه يؤيد الاصلاح وأنه لم يفعل ذلك البتة."
وأرسل الرئيس السوري الجيش الشهر الماضي الى عدة مدن لقمع المعارضة. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان 473 شخصا قتلوا بينهم 360 مدنيا و113 من قوات الامن.
وطلب المرصد ايضا التحقيق في مقتل افراد الامن قائلا ان هناك روايات عن مهاجمة مسلحين للجنود والشرطة واخرى عن قيام قوات الامن بقتل الجنود الذين يرفضون اطلاق النار على المحتجين. (رويترز)