بعد سنوات من البحث في علم النفس البشري، أعتقد أنني توصلت إلى طريقة يمكن أن تساعدك في التغلب على القلق والخوف من المستقبل للأبد في غضون 5 دقائق. ماذا لو كان القلق والخوف من المستقبل هي نتائج الإنكار؟ عندما تنكر أنك عرضة للخطر وعندما تنكر خوفك من هذا السيناريو، سيذكرك عقلك بهذا السيناريو بين الحين والآخر بكثرة. بمعنى آخر، القلق هو تذكير من عقلك بأن هذه الحالة الأسوأ التي تنكرها قد تحدث بالفعل! سيكون عقلك مثل "مهلا ماذا لو حدث ذلك، مهلا ماذا لو فقدت وظيفتك، ماذا لو ساءت الأمور، ماذا لو لم تنجح خطتك" الآن استنادًا إلى مدارس المساعدة الذاتية السابقة، كنت ستحاول فقط أن تطمئن عقلك بأن هذه الحالة الأسوأ لن تحدث أبدًا ولكن لأن عقلك لا يصدق أبدًا ستبدأ في القلق. بينما تستمر في إنكار تلك الحالة الأسوأ، يستمر عقلك في المقاومة من خلال تذكيرك بها. القلق الشديد هو حالة إنكار لضعفك. الآن ماذا لو قبلت أنك معرض للخطر؟ ماذا لو اعترفت بأن هذا الشيء الذي تخشاه كثيرا قد يحدث بالفعل؟ في الواقع هذا الشيء الذي تخشاه قد يحدث بالفعل، هذه حقيقة! وهذا هو السبب وراء ان الانكار لا يطمئن عقلك. نعم، قد لا تحصل على هذه الوظيفة التي تبحث عنها، نعم قد يفشل مشروعك، ونعم قد تسوء الأمور. بمجرد الاعتراف بأن أسوأ الحالات قد تحدث بالفعل، سوف تكون قادرًا على وضع خطة واقعية للغاية لاتباعها في حالة حدوثها. حديثك الذاتي سيكون شيئًا كهذا "إذا طردت من وظيفتي، فما الذي سأفعله؟ نعم سأشعر بالسوء ولكن ما هي الخطوات التي سأتخذها؟ أعتقد أنه سيتعين علي البحث عن وظيفة أخرى. قد يستغرق الأمر بعض الوقت للعثور على وظيفة وقد أحتاج حتى إلى اقتراض بعض المال حتى أفعل ذلك، لكن على الأرجح سأجد وظيفة جديدة في غضون 3 أشهر " الآن ستكون هذه هي المرة الأولى في حياتك التي تبدأ فيها بالتفكير في حل واقعي للغاية ستفعله في حالة حدوث أسوأ حالة، وبذلك ستطمئن ذهنك أنه حتى لو حدثت هذه الحالة الأسوأ سوف تظل مستعدا. ستكون هذه هي المرة الأولى في حياتك التي لن تهرب فيها من أسوأ الحالات التي تنكرها منذ أن بدأت القلق. كيف يطبق الناس الحلول الدينية بشكل غير صحيح إذا كنت شخصًا يؤمن بالله، فأنا متأكد تمامًا من أن هذا السيناريو سيبدو مألوفًا للغاية: لقد كنت قلقًا بشأن شيء ما وتطمئن نفسك إلى أنه لن يحدث أبدًا لأن الله موجود من أجلك! تحت هذا النوع من الضغط، يبدأ بعض الناس يفقدون إيمانهم والسبب في ذلك هو أنهم ينظرون إلى الأمور بطريقة غير صحيحة. الخطأ الذي ارتكب هنا هو أن هؤلاء الناس كانوا مرتبطين للغاية بسيناريو واحد في أذهانهم أنهم رفضوا الاعتراف بأن سيناريو آخر يمكن أن يحدث قبل أن يتمكن الله من إنقاذهم. ماذا لو فقدت وظيفتك ومن ثم جلب لك الله وظيفة أفضل؟ سيكون نفس الوضع كانك لم تفقد وظيفتك! عندما لا تصبح مرنًا بما يكفي لقبول سيناريوهات مختلفة في الحياة، فلن تقلق فقط بين الحين والآخر ولكنك ستفقد الثقة أيضًا في حالة حدوث سيناريو سيء. لذا فإن المشكلة لا تكمن في الحلول الدينية بل في الطريقة التي يحاول بها الناس تنفيذها. كيفية إنهاء القلق والخوف من المستقبل في 5 دقائق إذن هل يمكن وضع هذه النظرية في خطوات عملية؟ نعم، هذه هي الطريقة: 1) توقف عن الرفض والهروب: توقف عن إنكار حدوث سيناريو سيئ واعترف أنك معرض للخطر. 2) فكر بشكل واقعي في أسوأ الحالات: تصور أسوأ الحالات والخطوات التي ستقوم بها في حال حدوثها. لا تحاول أن تقول لنفسك إن هذا غير منطقي أو من غير المحتمل أن يحدث، وبدلًا من ذلك فكر في الخطوات التي ستقوم بها في حال حدوثها 3) جهز نفسك لأسوأ الحالات: خذ وقتك في القيام بذلك لأن عقلك لن يتوقف عن القلق إلا إذا كان لديك خطة جديرة بالثقة. بمعنى آخر، القتل المقلق يعتمد بنسبة 100٪ على الاستعداد لمواجهة أسوأ الحالات
