في الوقت الذي يسعى فيه المفاوضون من الولاياتالمتحدة وحركة طالبان لإنجاز المحادثات الرامية إلى الاتفاق على انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان، تقول مصادر من الحركة إن أي اتفاق لن يعني وقف القتال مع الحكومة التي تدعمها الولاياتالمتحدة. ويتفاوض الطرفان منذ العام الماضي على اتفاق يتركز على انسحاب القوات الأمريكية لإنهاء أطول حرب للولايات المتحدة على الإطلاق في مقابل ضمانات من طالبان بألا تستخدم جماعات متشددة دولية الأراضي الأفغانية للتخطيط لهجمات.
ويضغط المفاوضون الأمريكيون على طالبان للموافقة على الدخول في محادثات مع الحكومة ووقف إطلاق النار، غير أن قائدا كبيرا في الحركة قال إن هذا لن يحدث.
وقال مشترطاً عدم الكشف عن اسمه "سنواصل القتال ضد الحكومة الأفغانية وننتزع السلطة بالقوة".
ويسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جاهدا لسحب قوات بلاده من أفغانستان لإنهاء الحرب المستمرة منذ 18 عاما والتي بدأت بعد هجمات 11 سبتمبر أيلول 2001 على الولاياتالمتحدة.
وقال قائد آخر في طالبان طلب عدم الكشف عن اسمه أيضاً إن من المتوقع أن يتم هذا الأسبوع توقيع اتفاق تتوقف بموجبه القوات الأمريكية عن مهاجمة الحركة كما يوقف المسلحون قتال القوات الأمريكية.
وذكر المسؤولان بالحركة أن الاتفاق يقضي أيضاً بأن توقف الولاياتالمتحدة دعم الحكومة الأفغانية.
ولم يتسن الحصول على تعليق من مسؤولين أمريكيين يشاركون في المفاوضات.
وقال مصدران دبلوماسيان على اطلاع على الجولة التاسعة من المحادثات إنهما "يتوقعان إنجاز اتفاق هذا الأسبوع يمكن الولاياتالمتحدة من سحب حوالي 50% من قواتها".
وأضاف أنه "سيتعين التفاوض بشكل منفصل على إنهاء القتال بين طالبان والحكومة الأفغانية".
وقال دبلوماسي يتابع المفاوضات "وقف إطلاق النار بين القوات الأفغانية وطالبان يتطلب اتفاقا منفصلا والمداولات لم تبدأ بعد". وأضاف: "الاتفاق بين الولاياتالمتحدة وطالبان سيوقف الضربات الجوية الأمريكية على طالبان كما ستوقف طالبان الهجمات الداخلية على الجنود الأمريكيين وغيرهم من الأجانب".
وقال سهيل شاهين المتحدث باسم المكتب السياسي للحركة في الدوحة إن المفاوضات استمرت حتى ساعة متأخرة من الليلة الماضية.
وأضاف أن الجانبين سيجتمعان مرة أخرى اليوم الاثنين بعد إجراء محادثات داخلية في الصباح.
وقال "اجتماعنا مع الفريق الأمريكي سيُستأنف بحلول المساء"، مضيفاً أنه "تمت تسوية معظم القضايا لكن لم يتم التوصل إلى اتفاق رسمي حتى الآن".