ما يقرب من 12 يومًا مرت على زيارة الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار لسور مجرى العيون، لمعاينة حالة مأخذ المياه الأثري والسواقي على الطبيعة وهي الزيارة التي تمت بحضور قيادات منطقة آثار شرق القاهرة والفسطاط الأثرية، حيث وجه الأمين العام بضرورة انتهاء الأعمال خلال مهلة محددة قائلًا: "العمل في السور ينتهي خلال عشرين يومًا"، وكان ذلك يوم 22 يوليو الماضي. ومر من المهلة أكثر من نصفها وكانت "الفجر"، على موعد مع بداية الأعمال منذ 12 يومًا، ونعود اليوم لنرصد ما تم خلال هذه الفترة من إنجاز للتحديات الموجودة في السور، والمصاعب التي واجهت رجال آثار المنطقة، والعراقيل التي يجب تذليلها لإتمام العمل في موعده المطلوب. ومن ناحيته قال الدكتور جمال مصطفى رئيس قطاع الآثار الإسلامية، إن العمل في سور مجرى العيون يجري وفق خطة عمل منتظمة وتوجيهات الأمين العام يتم تنفيذها بدقة حيث بدأ القطاع على الفور بتوفير الأدوات اللازمة والعنصر البشري الكافي لإنجاز المهمة في المهلة الممنوحة. وقالت سهير قنصوة مدير عام آثار مصر القديمة والفسطاط أن المرحلة الأهم من أعمال ترميم السور كانت متمثلة في العشوائيات المحيطة به، والتي اعتدت في كثير من مناطق السور على الحرم الأثري له، وأوضحت أن الحرم الأثري هو مساحة تحيط بالأثر وتعتبر ضمن محيطه ويتم التعامل معها كما يتم التعامل مع الأثر، وأشارت أنه تم إزالة هذه العشوائيات واستعادة الحرم الأثري بنسبة إنجاز تكاد تصل إلى 100 %. ومن جانبه قال أحمد السيد مدير عام سور مجرى العيون إن عدد من الإجراءات تم الانتهاء منها في إطار خطة عمل ترميم سور مجرى العيون، تنفيذًا لتوجيهات الأمين العام والتزامًا بالمهلة الممنوحة، حيث تم رفع المخلفات من داخل آبار السور والتي تراكمت على مدى سنوات ترجع بدايتها إلى عام 2011 م. وأضاف أنه تم الانتهاء من صيانة الواجهة الجنوبية المواجهة لكورنيش النيل بواسطة من الإداره المركزية للترميم، وأشار السيد إلى أنه تم تركيب السقالات حاليًا على الواجهه الشماليه للبدء في أعمال الصيانة من الإدارة المركزية للترميم، كما تم الانتهاء من تركيب السياج الخشبي المحيط بمبنى المأخذ من أعلى وبالمنطقة المحيطة بالسواقي. وختم أحمد السيد مدير عام السور أن ضيق الوقت قد يكون هو العائق الأكبر في الالتزام بالفترة المحددة، وهنا تتساءل الفجر هل سيتمكن رجال آثار مناطق شرق القاهرة والفسطاط من إنجاز باقي العمل في مدة السبع أيام الباقية، والتي سيتخللها عطلة عيد الأضحى المبارك؟ وسور مجرى العيون والمعروف باسم قناطر المياه، أنشأه السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي، ثم جددها السلطان الناصر محمد بن قلاوون تجديدًا كاملًا سنة 712 ه - 1312 م، وأقام لها السلطان الغوري خلال حكمة مأخذًا للمياه به ست سواق بالقرب من مسجد السيدة عائشة. ولم يبق من القناطر العتيقة التي أنشأها صلاح الدين شئيا غير بقايا قليلة في بداية المجرى من ناحية القلعة مواجهة لمسجد السيدة عائشة، وكان قد أعاد السلطان الناصر محمد بن قلاوون بناءها كاملة على مرحلتين، وقد أنشأ خلالهما أربع سواق على النيل بفم الخليج لرفع الماء من خليج صغير عند حائط الرصد الذي يعرف اليوم باسم اسطبل عنتر تجاه مسجد أثر النبي. وتتكون عمارة هذه القناطر من سور ضخم يمتد من فم الخليج حتى ميدان السيدة عائشة بعدما كان قديمًا حتى القلعة وقد بُنى هذا السور من الحجر النحيت وتجرى عليه الماء فوق مجموعة ضخمة من القناطر (العقود) المدببة كانت تنتهي بصب مياهها في مجموعة من الآبار الضخمة داخل القلعة، وفي عصر السلطان الغورى أقيم لهذه القناطر مأخذ مياه آخر به ست سواق بالقرب من السيدة نفسية لتقوية تيار المياه الواصلة منها إلى آبار القلعة.
