جامعه الإسكندرية تستعد لاستقبال لجنة التقييم الخاصة بمسابقة أفضل صديق للبيئة    وزير الدفاع يشهد تنفيذ مشروع تكتيكي بالذخيرة الحية لإحدى وحدات الجيش الثاني.. القائد العام: القوات المسلحة قادرة على مجابهة أي تحديات تفرض عليها.. ومصر لها ثوابت لا تحيد عنها    الأطباء تناشد السيسي بعدم التوقيع على قانون "تأجير المستشفيات": يهدد صحة المواطن واستقرار المنظومة    محافظ أسيوط يوقع بروتوكول مع تنمية المشروعات لتطوير مدرستين ووحدة صحية    محافظ شمال سيناء يكرم متدربي مشروع السجاد اليدوي (صور)    بضغوط من التجاري الدولي والقلعة، البورصة تخسر 2 مليار جنيه بختام تعاملات الأسبوع    «نقل البرلمان» توافق على موازنة الهيئة العامة لقناة السويس    هل نحن ذاهبون إلى حرب؟!    ملك البحرين خلال لقاء بوتين: غزة أحد النقاط المؤلمة للعرب    زغلول صيام يكتب: من فضلكم ارفعوا إعلانات المراهنات من ملاعبنا لحماية الشباب والأطفال وسيبكم من فزاعة الفيفا والكاف!    بث مباشر مباراة الأهلي والترجي في نهائي دوري أبطال أفريقيا    الزمالك يسعى لسداد مستحقات أجواش الأسبوع المقبل    رفض الطعن المقدم من المتهمين بقضية ولاية السودان    التعليم لطلاب الثانوية العامة: غير مسموح الكتابة في كتيب المفاهيم    أميرة هاني: تعلمت من نبيلة عبيد الالتزام ورفض القبلات والمايوه    قرار عاجل ل مصطفى كامل تجاه أبناء "الموسيقيين" من الأيتام    النيابة تحقق في واقعة العثور على مومياء بأحد شوارع أسوان    الأزهر للفتوى يوضح فضل حج بيت الله الحرام    توريد 76.6 ٪ من المستهدف للقمح المحلي بالإسماعيلية.. 48 ألفًا و137 طنا    عاجل.. محمود الخطيب يفاجئ محمد صلاح برسالة مثيرة    غيابات بالجملة في قائمة الأهلي قبل مواجهة الترجي    وصول جثمان شقيق هاني أبوريدة إلى جامع السلطان حسين بمصر الجديدة "صور"    بمشاركة زعماء وقادة.. ملايين الإيرانيين يلقون نظرة الوداع على رئيسي (فيديو)    القوات الإسرائيلية تعتقل 18 فلسطينيا من الضفة الغربية    أيام قليلة تفصلنا عن: موعد عطلة عيد الأضحى المبارك لعام 2024    وكيل «تعليم الأقصر» يوجه رسالة هامة لطلاب الإعدادية    تجديد حبس سائق ميكروباص معدية أبو غالب وعاملين بتهمة قتل 17 فتاة بالخطأ    مواعيد قطارات السكك الحديدية على خط «السد العالي - القاهرة»    «قانونية مستقبل وطن» ترد على CNN: مصر ستواصل دعم القضية الفلسطينية    باحثة سياسية: مصر تعي خطورة المخططات الإسرائيلية لتهويد فلسطين    9500 طلب لاستخراج شهادات بيانات للتصالح في مخالفات البناء بالشرقية    أميرة هاني تكشف سابقة تعرضت لها من سائق «أوبر»    القائم بأعمال رئيس جامعة بنها الأهلية يتفقد سير الامتحانات بالكليات    هل يجوز شرعا التضحية بالطيور.. دار الإفتاء تجيب    مستشار الرئيس للصحة: مصر تمتلك مراكز لتجميع البلازما بمواصفات عالمية    «صحة المنيا»: تقديم الخدمات العلاجية ل7 آلاف مواطن خلال شهر    النائب محمد المنزلاوي: دعم الحكومة الصناعات الغذائية يضاعف صادراتها عالميا    بنمو 173%.. aiBANK يحقق 475 مليون جنيه صافي ربح خلال 3 أشهر    السيد الغيطاني قارئا.. نقل شعائر صلاة الجمعة المقبلة من ميت سلسيل بالدقهلية    مسلسل البيت بيتي 2.. هل تشير نهاية الحلقات لتحضير جزء ثالث؟    وزير الري يلتقي مدير عام اليونسكو على هامش فعاليات المنتدى العالمي العاشر للمياه    عضو مجلس الزمالك: نعمل على حل أزمة بوطيب قبل انتقالات الصيف    رجل متزوج يحب سيدة آخري متزوجة.. وأمين الفتوى ينصح    تعليم القاهرة تعلن تفاصيل التقديم لرياض الأطفال والصف الأول الأبتدائي للعام الدراسي المقبل    أسعار البقوليات اليوم الخميس 23-5-2024 في أسواق ومحال محافظة الدقهلية    وفد المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض يجري زيارة ميدانية لمستشفى شرم الشيخ الدولي    الرعاية الصحية تعلن نجاح اعتماد مستشفيي طابا وسانت كاترين يجنوب سيناء طبقا للمعايير القومية المعترف بها دوليا    «حماة الوطن»: انتهاكات إسرائيل في رفح الفلسطينية تفضح نية نتنياهو تجاه الهدنة    «الصحة»: المرأة الحامل أكثر عرضة للإصابة بفيروس نقص المناعة البشري HIV    الأرصاد: انخفاض مؤقت في درجات الحرارة يومي الجمعة والسبت    ل برج الجوزاء والميزان والدلو.. مفارقة كوكبية تؤثر على حظ الأبراج الهوائية في هذا التوقيت    أول تعليق من دانا حمدان على حادث شقيقتها مي سليم.. ماذا قالت؟    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 23-5-2024    فضل الأعمال التي تعادل ثواب الحج والعمرة في الإسلام    «زى النهارده».. وفاة الكاتب المسرحي النرويجي هنريك أبسن 23 مايو 1906    استشهاد 8 فلسطينيين جراء قصف إسرائيلي على وسط غزة    «دول شاهدين».. «تريزيجيه» يكشف سبب رفضه طلب «أبوتريكة»    بقانون يخصخص مستشفيات ويتجاهل الكادر .. مراقبون: الانقلاب يتجه لتصفية القطاع الصحي الحكومي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لا للمصالحة الوطنية من جديد وشعبنا لن يكرر التصويت على ميثاق خطيئة آخر
نشر في الفجر يوم 29 - 08 - 2011

أجمعت القوى السياسية وشباب ثورة 14 فبراير بأن كلمة الطاغية حمد بن عيسى آل خليفة ليلة أمس قبيل نهاية شهر رمضان المبارك كانت مخيبة للآمال وكان خطابا ماكرا ومحاولة للقفز على المطالب مرة أخرى، ولم تكن فيها أي مبادرات خير للوطن ، وكانت كلمته خطوة في الإتجاه الغلط والإتجاه الخاطىء والمعاكس، وأبقت على الكثير من القضايا دون تصحيح ، فالطاغية هو الذي إنحرف عن طريق الجادة بإنحرافه عن مسيرة الإصلاح السياسي والمشروع الإصلاحي الذي وعد به في عام 2001م بعد التصويت على ميثاق العمل الوطني في 14 فبراير من نفس العام.
إن شعبنا لن تمرر عليه مؤامرة جديدة ، ولن تنطلي عليه مبادرات الإصلاح الكاذبة من ملك ظهر في خطابه متكبر ومتعالي ، وقد بدأ وكأنه يلقي بيانا بالنيابة عن حكومة الرياض وقوات الإحتلال السعودي مستخفا بمشاعر الناس عندما أعلن بأن قتلى قوات الشرطة شهداء واصفا شهداء الثورة بالقتلى ، وكان كلامه مقصود وقد أستوعبه الشعب وشباب الثورة مما أدى إلى أن يكون ردهم حاسم وقوي.
وفي الوقت الذي كان الطاغية حمد يلقي كلمته على مسمع الشعب والعالم وكان يبدو ذليلا يحاول التخضع للشعب لكسب وده ، كانت قواته المرتزقة مدعومة سعوديا بقمع المظاهرات وأغرقت البلاد في حمامات من الدم ، حيث سقط الكثير من الجرحى غرقوا في دمائهم ،وأصيب العشرات برصاص الشوزن والرصاص المطاطي ، وأغرقت قواته القرى والمدن بالغازات المسيلة للدموع والغازات السامة ، فكيف يتبجح بالمصالحة الوطنية وهو من جهة أخرى يسفك دماء الشعب ويرتكب جرائم حرب ضد الإنسانية.
لقد كان رد الشعب البحريني وشباب الثورة على كلمة الطاغية ردا سريعا وقويا حيث إنتشر الشباب والجماهير في شوارع القرى والمدن وأطلقوا شعارت يسقط حمد والشعب يريد إسقاط النظام .. وأستنكروا خطابه الضعيف والهزيل وغطرسته وتكبره وأصروا على رفض مبادرة المصالحة الوطنية وتسطيح المطالب الشعبية.
إن معنويات الشعب البحريني لا زالت عالية جدا فقد كسر حاجز الخوف وأستوعب الصدمة وبقاء قوات الإحتلال السعودي وسوف يستمر في نضاله وجهاده حتى يخرج آخر جندي أجنبي وسوف يواجه وبقوة الميليشيات المسلحة الخارجة على القانون والتي تقوم بين الفينة والأخرى بالهجوم على القرى والمدن الآمنة وترويعها عبر إستخدام الأسلحة والأسلحة البيضاء.كما أن هذه الميليشيات تقوم بالتسلل في صفوف شباب الثورة متلبسة بالأقنعة من أجل إعتقال الشباب وإختطافهم إلى أماكن مجهولة كما حدث لشباب الثورة في منطقة رأس رمان في المنامة العاصمة في الأسبوع الماضي.
كما أن الطاغية حمد بن عيسى آل خليفة في الوقت الذي كان يلقي كلمته فإن محاكمه العسكرية قررت أن تحاكم الكادر الطبي وتحاكم أبناء الشعب في محاكم ما يسمى بالسلامة الوطنية (محكمة أمن الدولة) ، حيث حولت محاكمة السيدة رولة الصفار رئيسة جمعية التمريض البحريينية والسيدة جليلة السلمان نائبة رئيس جمعية المعلمين البحرينيين اللاتي تم الإفراج عنهما قبل أيام إلى المحاكم العسكرية ، وهذه هي أكبر كذبة للملك في خطابه الأخير.
كما يتعرض الرموز الوطنية والدينية والكادر الطبي وبقية المعتقلين إلى وجبات من التعذيب الشديد والقاسي ، وهناك حالات مرضية خطيرة ومنها حالة المعتقل الدكتور مسعود جهرمي المصاب بداء "إلتهاب الكبد الوبائي" ، ولم يطلق سراحه ولم يتلقى العلاج اللازم وقد ناشدت عائلته السلطة إطلاق سراحه ولم تكن هناك أذن صاغية لندائها.
لقد سقط الطاغية حمد سقوطا أخلاقيا وإنحطاطا شديدا بعد أن قام بإعتقال حرائر البحرين وتعذيبهم تعذيبا شديدا وهتك أعراضهم وأنتهك حرمات شعب البحرين ، لذلك فلا يمكن للشعب أن ينسى هذا السقوط والإنحدار الأخلاقي من حاكم يدعي أنه راعي للشعب وحافظا لأمنه ، وقد سقط الطاغية من عيون الشعب بالكامل ، الذي أصبح يكره هذا الحاكم ويمقته ويكره التعايش معه وتحت سلطته الجبروتية ، فالديكتاتور قد فقد هيبته ومصداقيته عند الشعب الذي يطالب بسقوطه وزواله ومحاكمته.
إن شعبنا لم ينس نكث الوعود والعهود والمواثيق وعدم الإلتزام بالأقوال قبل عشر سنوات حينما فرض فرعون البحرين دستور المنحة في 14 فبراير من عام 2002م وحكم البلاد عبر المراسيم الملكية في ظل ملكية شمولية مطلقة.
إن الطاغية حمد كان السبب الأساسي والرئيسي في تخريب الوحدة الوطنية وشق الصف الشعبي والوطني بإدارته السيئة للحكم ، ومحاولة إستغلال السلطة لمآربه الشخصية ولصالح أسرته وسلطته ، عندما أنقلب على الدستوري العقدي وميثاق العمل الوطني وأدار البلاد عبر مسرحيات وسيناريوهات سياسية أدخلت البلاد في نفق سياسي مظلم لا يحمد عقباه إستمر حتى يومنا هذا.
لقد كرس الديكتاتور وحكمه الفاشي ومنذ تسلطه على الحكم الطائفية السياسية والمذهبية المقيتة ، وقام بمؤامرة كبيرة عرفت آنذاك وفي عام 2006م بمؤامرة "بندر جيت" أدارها شخصه وبلاطه الملكي وسائر رموز حكمه في إتباع سياسة تجنيس سياسي مشئومة وخطيرة لإستبدال شعب البحرين بشعب آخر من شذاذ الآفاق ومحاولة تهميش وإقصاء وتجهيل أبناء الطائفة الشيعية ، فعمد إلى إقصاء وتهميش القوى والجمعيات السياسية المعارضة من المشاركة الفعلية في الحياة السياسية ، كما عمد إلى تجهيل أبناء الطائفة الشيعية بإستبدالهم بالأجانب من المجنسين ، خصوصا فيما يتعلق بالكادر الطبي في المستشفيات الذين حرموا من ترقيتهم وتألقهم وحصولهم على مرتبة المستشار حيث أن الكثير منهم يبقون لسنين طويلة دون حصولهم على هذه السمة التي يحصل عليها الطبيب خلال خمس سنوات من دوامه في المستشفى ، بينما يحصل عليها الأطباء الموالين للسلطة الخليفية الظالمة منذ اليوم الأول لشغلهم الوظيفة في مستشفى السلمانية وسائر مستشفيات البحرين الحكومية.
كما قام الطاغية بإقصاء الكفاءات والمدراء الشيعة من الوظائف المهمة في دوائر الدولة والشركات والمصانع وإستبدالهم بعمالة أجنبية أو من الموالية لحكمه ، ولا زالت هذه السياسة سارية المفعول إلى يومنا هذا ، حيث سوف تقو السلطة بالمجيء بأكثر من خمسين طبيب من الفلبين إضافة إلى أكثر من 500 ممرضة ليستبدلوا الأطباء والممرضات الشيعة الذين تم فصلهم من العمل في مستشفى السلمانية.
كما لا زالت سياسة التجنيس السياسي والطائفي مستمرة حيث قام الطاغية بتجنيس وجبة جديدة لأكثر من 10000 ألآف عراقي من أبناء الطائفة السنية والمعروفين بتوجهاتهم السياسية البعثية الصدامية والشوفينية من أبناء مدن (عانة وسامراء والفلوجة والرمادي وغيرها من المحافظات الغربية في) العراق ، إضافة إلى الوجبات السابقة في تجنيس الآف من الحرس الجمهوري وفدائي صدام وضمهم في قوات الحرس الوطني والأجهزة الأمنية وإستخدامهم كجلاوزة للتحقيق وتعذيب الناشطين السياسيين وأفراد وقادعة المعارضة السياسية.
كما قام فرعون البحرين في الآونة الأخيرة بحملة تجنيس سياسي جديدة شملت أكثر من 3000 ألآف مرتزق باكستاني ليشاركوا في قوات الحرس الوطني والأمن لقمع مظاهرات الشعب والتنكيل بشباب الثورة والقضاء على الثورة الجماهيرية المستمرة في البحرين.
لقد عزز الطاغية حمد حالة الإنقسام الطائفي وعمق الطائفية السياسية البغيضة بين أبناء المجمتع ، ودفع بالجمعيات والقوى السلفية التكفيرية الوهابية الموالية له وميليشياته وبلطجتيه بإرتكاب جرائم خارج القانون والقضاء خلال فترة حكمه ، لذلك فإن الشعب لن ينسى جرائمه التي أدت إلى تعميق الهوة السحيقة بين أبناء المجتمع الواحد ، فهو السبب الرئيسي في إذكاء نار الطائفية والمذهبية بين أبناء المجتمع.
فهل نسى الطاغية حمد بأن وسائل إعلامه من "قناة العورة وفضائيته" وصحفه ومجلاته كيف وخلال عشر سنوات مضت ، كانت توجه البلاد نحو الإنزلاق نحو حرب طائفية بغيضة ، قد إشتدت وتيرتها بعد إندلاع الثورة الشعبية في 14 فبراير 2011م؟!.
كيف يدعو الديكتاتور للوحدة الوطنية والتماسك ، ويدعي ظلما وزورا بأن الفترة الأخيرة كانت مؤلمة لنا جميعا ، وإدعى بأننا نعيش في بلد واحد وأدعى بضرورة وحتمية التعايش بين الجميع مطالبا بإستعادة الثقة بين أبناء المجتمع كأخوة وزملاء ومواطنين مهما تنوعت أطيافنا في الوطن ، وهو الذي أصدر أوامره المباشرة للقوات المسلحة والأمن والشرطة والمرتزقة بإستخدام القوة المفرطة ضد أبناء الشعب المطالب بالحرية والكرامة وحقوقه السياسية؟!
ألم يعتذر الطاغية للشعب قبل فجر الخميس الدامي والأسود في 17 فبراير؟!
فلماذا الغدر والمكر والحيلة ، وإصدار الأوامر للجيش وسائر القوى الأمنية والمرتزقة بقمع المعتصمين في دوار اللؤلؤة (ميدان الحرية وساحة الشهداء) ، وهو الذي قاد وبصورة مباشرة عملية القتل والذبح وإراقة الدماء وجريمة الحرب ضد الآمنين النائمين من أبناء شعبنا في الدوار، كما أنه المسئول المباشر عن جميع الجرائم التي أرتكبت بحق الشعب وبحق النساء الزينبيات والممرضات والكادر الطبي وشباب الثورة والرموز الدينية والوطنية.
إن أنصار ثورة 14 فبراير في البحرين يرون بأن المصالحة الوطنية مع الطاغية وسلطته الديكتاتورية أمر مستحيل ، ولا يمكن تحقيق أي وحدة وطنية تلم شمل الجميع بينما الشعب قد تعرض وبصورة مباشرة على يد فرعون البحرين إلى البطش والتنكيل وإستباحة مدنه وقراه وهتك أعراضه وحرماته وهدم مساجده وحسينياته ومظائفه وقبور أوليائه الصالحين وحرق المصحف الشريف عبر القوات الخليفية المدعومة بقوات الإحتلال السعودي وقوات درع الجزيرة وقوات المرتزقة الأردنيين.
لقد أبدى شعبنا وقواه السياسية حسن نية في 14 فبراير 2001م بعد التصويت على ميثاق العمل الوطني ، ولكن الطاغية وسلطته لم يلتزموا بالعهود والمواثيق ، ولذلك فإن الشعب وقواه السياسية لن يرتكبوا حماقة جديدة أخرى بالموافقة على مصالحة وطنية جديدة وإرتكاب خطيئة أخرى بالتصويت على ميثاق خطيئة آخر كما صوتوا على ميثاق العمل الوطني قبل عشر سنوات.
إن شباب ثورة 14 فبراير عندما أعلنوا عن الثورة طالبوا بإسقاط النظام وسقوط الطاغية حمد ونظام حكمه الشمولي المطلق ، ولم يقبلوا بأنصاف الحلول ، ولا زالوا ملتزمين ومتمسكين بثوابتهم السياسية ومشروعهم المطالب بإسقاط النظام وشعاراتهم الثورية التي سيترجمونها إلى واقع عملي وفعلي وهي:

الشعب يريد أسقاط النظام
يسقط حمد .. يسقط حمد
شعارنا إلى الأبد .. يسقط حمد .. يسقط حمد

ولقد أثبت شباب الثورة جديتهم في مواصله مشروعهم من أجل حق تقرير المصير ورحيل السلطة الخليفية ومحاكمة مجرمي الحرب ومن أرتكبوا جرائم حرب إبادة بحق شعبنا ، وأن المصالحة الوطنية مع الطاغية وحكمه بدت مستحيلة بعد أن سفك الدم الحرام وزهقت الأنفس والأرواح وأعتدي على الأعراض والمقدسات ، وفصل الألآف من وظائفهم وجامعاتهم ودراستهم ومورست بحق أبنائه أبشع صنوف التعذيب والإغتصاب في قعر السجون.
إن خطاب وكلمة الطاغية بدأت فيها ملامح الضعف والذلة والمسكنة على وجهه الكريه ، فلم يجدي الخيار الأمني في حل الأزمة السياسية ، كما لم يجدي الإستنجاد بالجيوش الأجنبية وقوات الإحتلال لبقاء الحكم وقمع الشعب وإجهاض الثورة وفرض الأمر الواقع.
ولم يجدي السلطة الخليفية المناورات السياسية والخداع والمكر والمراوغة والطبخات السياسية الأمريكية والسعودية لحل الأزمة السياسية المعقدة في البحرين ، فالشعب صامد ، وشباب الثورة صامدين وثابتين على مواقفهم السياسية والنضالية ، وهم الذين يمتلكون زمام المبادرة في الساحة وعلى الأرض ، ولم تنفع الطاغية بلطجيته وميليشياته المسلحة ولا إعلامه المضلل ولا تخوينه للشعب وفصائل المعارضة ولا إتهامه المعارضة وشعب بأكمله بالعمالة للخارج وأنه ينفذ أجندة أجنبية وأنه مرتبط بإيران وحزب الله وغير ذلك.
ونتساءل كيف يمكن للشعب وشباب الثورة وقوى المعارضة وعوائل الشهداء والجرحى والمعاقين والمفقودين والمفصولين وغيرهم من قطاعات الشعب أن تتصالح مع ملك غادر وسلطة غادرة منافقة ظالمة ومستبدة؟!.
كيف يمكن أن نتصالح مع سلطة وهي تعتبر شعبنا كله عميل للأجنبي وتستبدل بنا شعب آخر من شذاذ الآفاق؟!
إن السلطة الخليفية وشخص الطاغية حمد لا زال يحمل النزعة الشريرة والشيطانية والطائفية المقيتة في ذهنه والغل في قلبه ، ولم ينزع الغل والأغلال من قلبه ولم تنتزع الأغلال والغل من قلوب سائر رموز سلطته ، وها نحن نرى وبعد كلمته كيف إستباح القرى والمدن وتوغل في سفك الدماء وجرح المئات من أبناء الشعب.
إن الأحقاد التي تحملها الأسرة الخليفية وهذا الطاغية هي التي هدمت الوطن ، وليكن في علم هذه السلطة بأن الظلم لن يدوم "فالملك يبقى مع الكفر ولا يبقى مع الظلم" ، وإن الإستقرار السياسي وطمأنينة النفوس والشعور بالأمن لن يتحقق في ظل بقاء فرعون البحرين على السلطة ، وإن فترة الستة أشهر التي مضت من حكمه دللت دلالات قاطعة بأن لا أمان لشعب البحرين في ظل بقائه في السلطة ، وقد تعززت قناعات الأغلبية الشعبية بضرورة تنحي الديكتاتور الأرعن عن الحكم ، وتقديمه مع رموز حكمه للمحاكمات العادلة.
ونتساءل مرة أخرى ؟ كيف تتحقق المصالحة الوطنية من جديد والألآف من أبناء الشعب مفصولين ومهددين في أرزاقهم وأرواحهم ، وكيف تتحقق المصالحة الوطنية في ظل بقاء قوات الإحتلال السعودي والأجنبي ؟ كما كيف تتحقق المصالحة الوطنية في ظل فوهات وحربات البنادق وفوهات المدافع والدبابات والمدرعات وأزيز الرصاص والغازات السامة والإستخدام المفرط للقوة ضد المتظاهرين العزل المطالبين بحقهم في تقرير المصير؟!.
كيف يمكن تحقيق مصالحة وطنية في ظل وجود ميليشيات مسلحة ، وميليشيات سلفية وهابية تكفيرية تقوم بإرهاب الشعب وإغتيال أمنه وإستقراره ، تقوم بنشاط فوق القانون ومرتبطة بشخص الطاغية وبقية أفراد أسرته وسلطته وعصابته ؟!.
إن شعب البحرين تواق للأمن والإستقرار والإزدهار الإقتصادي والسياسي والإجتماعي ولكن كل هذا لن يتحقق في ظل حكم عصابة لا تعرف معنى للديمقراطية والحرية وحرية الرأي والتداول السلمي للسلطة.
إن شعبنا لن يدخل في نفق مظلم في ظل ما يدعى بمصالحة وطنية غير مشروعة ، لأن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين ، ويبدو أن الذين تهافتوا على قصر الطاغية حمد قبل عشر سنوات ومن ثم تهافتوا إلى زيارة رئيس الوزراء لم يتعضوا من التاريخ ، فشعبنا لن يصوت على ميثاق خطيئة آخر ، وهو يطالب بإسقاط رأس النظام أولا والسلطة الخليفية بأكملها ثانيا ومحاكمة مجرمي الحرب في محاكم جنائية دولية عادلة ، ولن تتنازل عوائل الشهداء والجرحى والمعوقين والمعتقلين ومن هتكت أعراضهم عن مقاضاة شخص فرعون البحرين وزبانيته وجلاوزته ، ولن يقبل أبناء شعبنا بتعويضات مادية فلسنا بحاجة إلى رشاوى للسكوت عن جرائم الحرب ومجازر الإبادة ضد أبناء شعبنا.
کما أن شعبنا لن يرضى بأنصاف حلول للأزمة السياسية وإن تنحي رئيس الوزراء خليفة بن سلمان عن رئاسة الوزراء لن يثنيه ولن يثني شباب الثورة عن مواصلة الثورة والإنتفاضة والإحتجاجات الشعبية ، ولن يتوقف عن مظاهراته من أجل حقه في تقرير المصير.
إن رئيس الوزراء الذي شارك في قمع الشعب وسفك دمائه أحد أبرز المجرمين والسفاحين الذين يطالب شعبنا بمحاكمته على جرائمه التي أرتكبها خلال أكثر من 42 عاما ، إلى جانب محاكمة الطاغية حمد ، فكلاهما شاركا في سفك الدماء وإرتكاب جرائم حرب وحرب إبادة ، وإن تنحي خليفة بن سلمان وإستبداله بطاغية آخر لن يحل المشكلة والأزمة السياسية المتفاقمة في البحرين.
إن نهاية شهر رمضان المبارك نتمنى أن تكون نهاية خير وبركة وإيمان وقوة وثبات وعزيمة لشباب الثورة وشعبنا وجماهيرنا الثورية بالتمسك أكثر بالإسلام وتعاليم القرآن الحكيم ، والتمسك بالثقلين الذين وصى بهما رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وهي "كتاب الله وعترتي أهل بيتي" بالإلتفاف حول المرجعيات الدينية والقادة والعلماء الربانيين والوفاء للرموز الدينية والوطنية التي تقبع في قعر السجون والإلتفاف حول برنامج "إئتلاف شباب ثورة 14 فبراير" بالعودة إلى ميدان الشهداء (دوار اللؤلؤة) لنقول كلمتنا الفصل هناك بأننا نرفض مبادرات ما يسمى بالمصالحة الوطنية ، ونرفض ما جاء في خطاب الطاغية من حيلة ومكر وكذب ودجل ونفاق ، وإن موعدنا في يوم العيد هو دوار اللؤلؤة (ميدان الحرية والشرف والمقاومة) ، هذا الدوار الذي أريقت فيه دماء شبابنا وشيوخنا وأطفالنا على يد السفاح الطاغية حمد وجلاوزته وأزلامه ومرتزقته.
إن نهاية شهر رمضان الفضيل سوف تكون بداية لإنطلاقة جديدة للثورة ومواصلة النضال والجهاد ، لا بداية نحو التصالح وفتح صفحة جديدة مع الطاغوت الذي أغلق كل الأبواب والنوافذ للحلول السياسية ولم يصغى للنداءات المشفقة من قبل العلماء والقادة وعلى رأسهم سماحة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم ، كما قام بتهميش وإقصاء كل فصائل المعارضة والقوى السياسية وإستمر في حكم البلاد عبر المراسيم الملكية في ظل ملكية شمولية مطلقة.
إن كلمة الطاغية حمد جاءت ليمهد لمبادرة جديدة على غرار مبادرة ميثاق العمل الوطني وإن كثيرا من السذج والمطبلين له من الإعلاميين الباحثين عن مواطىء قدم في ظل المصالحة الوطنية القادمة نراهم يهرولون وينعقون وراء كل ناعق ، فالبحرين لن تستعيد عافيتها وإستقرارها وأمنها إلا في ظل نظام سياسي جديد بعيد كل البعد عن تسلط العصابة الخليفية وهذا الديكتاتور الأرعن.


أنصار ثورة 14 فبراير في البحرين
المنامة – البحرين


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.