مظاهر حب وود وتكافل اجتماعي وتأكيد على أسمى معاني الوحدة الوطنية، تظهر جليًا في مشهد جانبي، بإحدى شوارع مدينة نجع حمادي، الصعيدية في محافظة قنا، جنوب مصر، خاصة مع بداية قدوم شهر رمضان المبارك، والذي يقف شاهدًا على معاني الحب والوحدة الوطنية منذ عشرات السنين. يجتمع طارق الهواري وعماد رفعت، ومكاريوس وشعبان، القاطنين بشارع الراهبات في مدينة نجع حمادي، في الاسبوع الأخير من شهر شعبان، استعدادًا لاستقبال شهر رمضان المبارك، بداية من تعليق الزينات والفوانيس، وتزيين الشارع، ليكون أحد الشوارع البارزة في مدينتهم رافعًا شعار "أهلا رمضان". يحرص أصدقاء "شارع الراهبات"، كل الحرص على إبراز معاني الوحدة الوطنية بين المسلمين والمسيحيين، التي تتجسد طوال العام، ليس فقط في رمضان، بل كافة الاعياد والمناسبات. يستهل طارق وعماد ومكاريوس، طقوس استقبال الشهر الكريم، بالزينات وحبال الأنوار، التي تتدلى من شرفات المنازل، فهنا منزل مكاريوس المسيحي، يرتبط بالزينات بمنزل طارق المسلم، تصلهم أواصر المحبة، والود، ليتفاعل معهم باقي أفراد الشارع. يقول طارق الهواري، أحد القائمين على المبادرة، ل"الفجر" إنني سعيد وفخور جدًا بأنني أقطن في شارع الراهبات، فنحن نتجمع سويًا للم شمل بعضنا البعض، ونزين شارعنا فرحة بقدوم شهر رمضان، كما يحدث في كل عام، فهذا المشهد الرائع، أبرز دليل على وحدتنا الوطنية وأن مصر لن تنكسر. ويتابع طارق، أن من مظاهر استقبال الشهر الكريم في شارعنا، هو المبادرة على تعليق الزينات على كافة المنازل وبطول الشارع، والتقاط الصور التذكارية، التي تؤكد وتدلل على أن مصر لا فرق فيها بين مسلم أو مسيحي، فجميعنا شركاء في هذا الوطن الواحد. ويتابع عماد رفعت، إن صديقي طارق الهواري، دائما ما يعلمنا قيمة العمل الاجتماعي ودائما في شارعنا سباق في أي مشاركة اجتماعية، مشيرًا إلى أنه يتم المشاركة في شراء الزينات والأنوار من اجل رسم البهجة على جميع المواطنين بشارع الراهبات.