من قلب أسوان الحار، أثبتت مصر أنها تستطيع التقدم ملايين السنين الضوئية، وأن أبنائها قادرون على الابتكار والاختراع خصوصا في مجال الفضاء، والخوض في الكون الفسيح، بداية من العالم فاروق الباز ونهاية إلى مدرس مساعد بكلية هندسة جامعة أسوان، حصل على المركز الثاني في إحدى مسابقات وكالة ناسا الفضائية، والتي اهتمت بإعادة تدوير مخلفات الفضاء داخل المكوكات الفضائية. بوابة "الفجر"، التقت المهندس أيمن رجب، مدرس مساعد بكلية هندسة جامعة أسوان، بعد فوزه في مسابقة ناسا، في حوار وإلى نَصِه: بداية.. من هو أيمن رجب، وما هو طموحه؟ أيمن رجب، مدرس مساعد بكلية هندسة جامعة أسوان، وبلد المنشأ لي هي أسوان، تواجدت طوال عمرى هناك، حاولت أن أقوم بشيء مختلف، يفيد البشرية، سعيآ منى بإيجاد دور لنا فى التقدم التكنولوجي، وملاحقة السباق العالمى الحالي، وذلك لم تكن أول مسابقة أقوم بالاشتراك فيها، ولكنى أقوم بشكل مستمر بالمشاركة في المسابقات التابعة لوكالة الفضاء "ناسا" منذ عقد من الزمن، وفى سياق الأمر فقد سعيت جاهدا لمحاولة الوصول إلى اتفاق مبرم مع الوكالة أن أذهب وأكمل دراستي لديها لمدة ثلاث سنوات، ولقد وضعت الأمر بكامله تحت باب التحدي". وهل قابلتك عوائق قبل انضمامك لناسا؟ قدمت منذ عامين في إحدى الشركات المختصة في مجال الفضاء الكوني، والتي تعمل بتخصص مجالات الفضاء، وكانت تدعى "space X" متخصصة في مجال كوميكانيكال أندنير"، وهي مختصة بهندسة الفضاء، ولكن كانت هناك عدة مشكلات خاصة لدى فأصبحت مضطرا إلى تأجيل الأمر فترة زمنية. هل كان لك إصرار على الوصول لناسا؟ لقد أحببت ذلك المجال منذ الصغر، خصوصا الأشياء التى تندرج تحت علوم الفيزياء والكيمياء ونظرياتهما المتعددة، ولكن فيزياء الفضاء موضوع ذو اختلاف من الناحية التقنية، فهي بعيدة كل البعد عن ما تم دراسته فى الكتب النظريهة هنا في مصر، وحتى الآن فكل الاحتمالات والقوانين الخاصعة لها الأرض تحمل في الفضاء "نعم ولا"، بمعنى أنه لا يمكن الجزم فيها فهي خاضعة لنظام انعدام الجاذبية، فلا يمكن الجزم، ولكن من خلال قراءتى في ميكانيكا الأشياء في الفضاء، قمت بالاضطلاع في ذلك المجال بعد دخولي كلية الهندسة، بالإضافة إلى متابعتى للمسابقات التي تصدر بشكل دورى فى وكالة الفضاء ناسا أولا بأول، ومما لا شك فيه أنه يوجد خلاف مستمر داخل الأوساط العلملية خصوصا في الطبيعة الفيزيائية للأجسام، مثال على ذلك، لو أحضرت قطعة من الخشب على كوكب الأرض ستحدد الكتلة الصفات المختلفة للطبيعة الكيميائية لها، ولكن عند انعدام الجاذبية سنجد أنه من الممكن تغير جميع تلك الصفات، وهو ماجعلني أقوم بدراسة واكتشاف طبيعتها، لذلك ستجد الأدوات العلمية "matrial since" تحتاج إلى دراسة طبيعة المواد في فيزياء الفضاء، من هنا بدأت دراستي مع الأجسام. وما هو اختراعك؟ كانت بداية الأمر مسابقة للتحدي في مجال الإبداع والعلوم الذكية، وكان العنوان الرئيسي للمسابقة، البحث عن إعادة تدوير المخلفات في الفضاء، ومما لا شك فيه فإن وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" تقوم بتجهيز المعدات اللازمة لتصمم مركبة تذهب إلى الفضاء، فيجب أن تحمل المعدات التي ستقوم المركبة بحملها خلال الرحلة الفضائية لاستخدامها، بالإضافة إلى المواد التي سيتم استهلاكها هناك، مثل المأكولات والملابس وخلافه، وبما أن هذه الأشياء يتم استهلاكها من خلال رائد الفضاء، فليس أمامهم حلول ولن يقوم بفتح باب المكوك ورميها، أو يقوم بإضرام النيران فيها، ولذلك يتم تخزينها في المكوك، حتى ولو تم إلقائها من غرفة العزل ستقوم بعمل مشكلات في المسارات الفضائية، فمن الممكن أن تصطدم بأحد الأقمار الأصطناعيه أو أي جسيم في الفضاء، ومن هنا دعت الحاجة لعمل جهاز لإعادة تكرير للمخلفات والاستفاده منها، وقاموا بالإعلان في شهر عشرة الماضي، وكانت له مواصفات كثيرة، حيث بدأت بحجم صغير للجهاز، ليعمل إعادة تدوير للمخلفات اللوجيستية، مثل بواقي الأكل ومخلفات الشرب وخلافه. وما أهمية هذا الجهاز لناسا؟ لو قمنا بدراسة وتحليل الكمية التي تتكون من أربع رواد فضاء سيقومون برحلة فضائية، ستنتج مخلفات 4 رواد فضاء داخل مكوك فضائي فى رحلة لمدة عام باثنين ونصف طن من المخلفات، وذلك سيدعو إلى تكوين مكان لتخزينها في المكوك لتخزينها، لذلك فإن الوكالة عندما تقوم بحل مشكلة تقوم بإلاعلان عنها كمسابقة عالمية، وتقوم لجان فنية بفحص الحلول المقدمة، وهنا اخترعت جهازا يعمل على تجهيز وتعبئة واستهلاك المخلفات مرة أخرى".