ذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية اليوم السبت أن الآلاف من السوريين المفعمين بحماس وطاقة جديدة، بعد مشاهدتهم سقوط مستبد ليبيا على مدار عقود طويلة على شاشات التلفاز، تدفقوا إلى شوارع المدن السورية عقب صلاة الجمعة مطالبين بأن يلقى رئيسهم بشار الأسد المصير ذاته. وأضافت الصحيفة فى سياق تعليق أوردته على موقعها بشبكة الإنترنت أن هذا كان بمثابة تحد آخر للمواطنين السوريين ضد حكومة الأسد التي لم تتوان قط عن استخدام القوة المفرطة في سبيل قمع الانتفاضة التي مر عليها 5 أشهر، والتي تهدد بأن يفقد الأسد قبضته على السلطة .. مشيرة إلى أن الثورة الليبية، والتي أطاحت بالعقيد معمر القذافي من معقله المحصن بالعاصمة طرابلس يبدو وأنها قد اعطت المتظاهرين فى سوريا دفعة حماسية جديدة، حيث أقدم المتظاهرون على ترديد بعض الهتافات مثل "لقد رحل القذافي، حان دورك يا بشار"، "الوداع يا قذافي، بشار التالي". وتابعت أن تظاهرات أمس الجمعة جاءت في الوقت الذي تسعى فيه روسيا والصين - حلفاء سوريا - إلى إحباط المقترح الذي تقدمت به الولاياتالمتحدة والدول الأوروبية لفرض عقوبات ضد حكومة الأسد لقعمها التظاهرات. ففي المقابل، تقدمت روسيا بمشروع قرار يدعو حكومة الأسد إلى الإسراع في تطبيق الإصلاحات دون ذكر العقوبات الصارمة التي تسعى الولاياتالمتحدة وحلفاؤها في الاتحاد الأوروبي إلى فرضها. من جانبهم، انتقد دبلوماسيون غربيون مشروع القرار الروسي بوصفه "مناورة تكتيكية" لا معنى لها كرادع.ونقلت الصحيفة عن مار كورنبلاو الناطق باسم بعثة الولاياتالمتحدة إلى الأممالمتحدة قوله في هذا الصدد "إن العنف الذى اعتمده النظام السورى مازال مستمرا دون هوادة...فقد تعالت الاصوات المنددة دوليا و ان قرار مجلس الامن من شأنه ان يعكس تلك الحقائق." ولفتت الصحيفة الى ان تظاهرات امس الجمعة خرجت تحت شعار" الصبر و الاصرار" ، وانه بالرغم من ان اعداد القتلى من المتظاهرين قد انخفضت مقارنة بأيام الجمعة السابقة ، الا ان قوات الامن قد قتلت 5 اشخاص على الاقل فى المدن الشرقية والمركزية حيث الاعداد الغفيرة من المتظاهرين. وفى هذا السياق نقلت الصحيفة عن احد المتظاهرين فى العاصمة دمشق و يدعى عبده قوله "لقد ازهق النظام آلالاف الارواح واصاب الالاف و اعتقل الالاف ، ولكنه لن يقتل عزمنا على احداث التغيير...فهم لا يقدرون على استيعاب ان الشعب السورى يريد الحرية و الديمقراطية لا يريد وعود باجراء اصلاحات." واشارت الصحيفة فى سياق ختام تعليقها الى ما اعلنته بعثة الاممالمتحدة الانسانية الى سوريا و التى تعد الاولى منذ اندلاع التظاهرات السورية ان هناك " حاجة ملحة" لحماية المدنيين من الاستخدام المفرط للقوة ضدهم .وانه على الرغم من انه تم السماح لاعضاء البعثة بالقيام بزيارة تفقدية لعدد من المدن التى شهدت تظاهرات الا ان المسئولين من الحكومة حرصوا على ملازمتهم بشكل دائم ، الامر الذى حد من قدرة البعثة فى عمل تقييم شامل للاوضاع هناك حسبما قال فرحان هالك نائب المتحدث باسم الاممالمتحدة.