قال الدكتور أمان قحيف، أستاذ الفكر الإسلامي المعاصر، إن الشهيد في اللغة هو الحاضر؛ ولذا يقول الله سبحانه وتعالى أن الشهداء ليسوا أموات، ومن بينها قول الله سبحانه وتعالى: "وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَٰكِن لَّا تَشْعُرُونَ"، وهذا يعني أن الشهيد حاضر وحي عند الله سبحانه وتعالى. وأضاف "قحيف"، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "همزة وصل" على فضائية "النيل للأخبار"، اليوم السبت، أن الشهيد له مكانة سامية وراقية ومرتفعة، فأفضل ما يصل إليه الإنسان المسلم عند الله هي درجة الشهادة، والشهيد بعد الأنبياء، وهو يكون مع الأنبياء والصالحين بشكل دائم ومستمر؛ لأنه باع واشترى مع الله سبحانه وتعالى، والله سبحانه وتعالى يقول:" إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ". وشدد، على أن قطاعات الاستشهاد واضحة ومعلومة، وهي الدفاع عن العرض والمال والأرض والوطن، والغريق والمبطون، مؤكدًا أن من يقوم بالأعمال الإرهابية وقتل النفس وأي تخريب أو قتل للغير أو إرهاب أو تخويف أو قتل لنفس حتى لو كانت غير مسلمة ليس له علاقة بالشهادة. هذا وتحتفل القوات المسلحة، في التاسع من مارس، كل عام ب"يوم الشهيد"، والذي يُعتبر اعتزازًا بشهداء مصر الذين ضحوا بأنفسهم في سبيل الوطن. ويأتي الاحتفال بيوم الشهيد تزامنًا مع إحياء ذكرى الشهيد الفريق عبد المنعم رياض، رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق، والذي كان يعد أحد أشهر العسكريين في النصف الثاني من القرن العشرين. وشارك الفريق عبد المنعم رياض، في حروب عدة من بينها حرب فلسطين عام 1948، والعدوان الثلاثي على مصر عام 1965، وحرب الاستنزاف حتى استُشهد في التاسع من مارس عام 1969، عندما قرر أن يتوجه إلى الجبهة للوقوف على نتائج المعركة عن قرب، ومشاركة الجنود مواجهة الموقف. أثناء وجود رئيس أركان حرب القوات المسلحة -آنذاك- على الجبهة قرر أن يزور الموقع رقم 6، الذي لم يكن يبعد عن مرمى النيران الإسرائيلية سوى 250 مترًا، حيث كبَّد فريق الموقع 6 قوات القوات الإسرائيلية خسائر فادحة، إلا أن الموقع شهد الدقائق الأخيرة في حياة الفريق، حيث انهالت نيران القوات الإسرائيلية على المنطقة التي كان يقف فيها فجأة، حتى انفجرت إحدى طلقات المدفعية بالقرب منه. وكنتيجة للشظايا القاتلة استشهد عبد المنعم رياض، عن عمر ناهز 50 عاما، متأثرًا بجراحه، لتبقى بطولاته وأقواله المأثورة خالدة في عقول ووجدان مصر، ومنذ ذلك الحين، اتخذت القوات المسلحة التاسع من مارس ذكرى للاحتفال بالشهيد، لتخليد ذكراه. وتزامنًا مع الاحتفال بالذكرى السنوية ليوم الشهيد، نشر العقيد تامر الرفاعي، المتحدث العسكري للقوات المسلحة، على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، 7 فيديوهات جديدة إحياءًا لذكرى شهداء الوطن الذين ضحوا بأنفسهم دفاعًا عن مصر ضد الإرهاب.