قال الدكتور معتز عبد الفتاح، أستاذ العلوم السياسية، تعقيبًا على اجتماع ياسين أكطاي، مستشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بقيادات إرهابية مصرية، إن تركيا في عهد "أردوغان" تمارس المكيافيلية السياسية بجميع أشكالها وتفاصيلها، فهو يحاول استغلال كافة الأدوات المتاحة للقيام بدور أكبر في المنطقة. وأضاف "عبد الفتاح"، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "نقاط ساخنة" على فضائية "إكسترا نيوز"، اليوم الخميس، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يسعى لزعزعة استقرار الدول المعادية له، ودخل في نطاق أنه يريد أن يمارس السلطنة التركية التقليدية من خلال جماعات يمولها، بشعار "بدون أردوغان فلا إخوان"، فهو الملجأ الأساسي للإخوان والممول لهم. وتابع، أن قيادات الإخوان وبعض شبابها يعتبروا أن أردوغان ومساعديه الأب الروحي للجماعة في هذه الفترة، مشددًا على أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، يصحح خطأ الرئيس السادات، حيث أن الرئيس السادات ارتكب خطأ كبير بإخراج الجماعات الدينية ورموزها من السجون وفتح الفضاء العام لهم، في الوقت الذي كان يضيقه على جماعات اخرى يسارية وليبرالية. لم يكن بعيد عن الجميع جرائم الجناح المسلح لتنظيم الإخوان الإرهابي، وحجم العمليات التي نفذها ضد المدنيين وضباط الجيش والشرطة منذ سقوط حكم الجماعة في يونيو 2013، وحتى اللحظة الراهنة. فجميع هذه العمليات تم التخطيط لها ودعمها ماليا، من داخل تركيا، ومن خلال التعاون المشترك بين المخابرات التركية القطرية وقيادات الإخوان الهاربة في اسطنبول. ومن أشهر الكيانات المسلح التي أنشأتها تركيا داخل مصر بهدف زعزعة استقرارها وأمنها، تنظيم "حسم"، وتنظيم "لواء الثورة"، الذي يقوده يحيى موسى، الإخواني الهارب إلى تركيا، والمتورط الحقيقي في عملية اغتيال النائب العام المستشار هشام بركات، بتمويل ودعم تركي. فلم يكن هناك أفضل من جماعة"الإخوان" لتمتطيها تركيا لترسيخ مواقعها في العالم العربي نظرًا للتوافق العقائدي والأيديولوجي بين "حزب العدالة والتنمية" الحاكم في تركيا وتوجهات جماعة الإخوان وامتداداتها في العالم العربي. وقد اعتبرت أنقرة أن علاقاتها القوية مع حركة الإخوان التي تمتد أذرعها في قطاع كبير من الدول العربية، يمكن أن تسهم في تأكيد الدور العالمي الذي يمكن أن تضطلع به تركيا، لاسيما وأنها نسجت علاقة قوية مع الحركة الأم في مصر. وعقب سقوط حكم الإخوان في مصر، تحولت تركيا إلى مركز إقليمي لاجتماعات التنظيم الدولي للإخوان، حيث شهدت مدينة اسطنبول عددًا من الاجتماعات التي استهدفت وضع خطط مواجهة النظام الجديد في مصر. وجاءت هذه الاجتماعات برعاية تركيا وقطر التي تبحث هي الأخرى عن دور إقليمي بغطاء إخواني تركي، خصوصًا أنها لا تملك أدوات صنع الصراع الرئيسة، وهي القوة البشرية والجغرافية. ففتحت تركيا أراضيها للإخوان فكانت منصة للهجوم على النظام المصري، وخرجت من أنقرة محطات فضائية مصرية بتمويل تركي خصصت كل أوقاتها للترويج لجماعة الإخوان والتشنيع بالنظام المصري. تحالف المصالح التركي الإخواني تمثل في رغبة "أردوغان" في احياء مشروع الخلافة العثمانية المزعومة، وهى السياسة التي كان قد اعترف بها مستشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ياسين أكطاي، قائلًا: "إن إسقاط الخلافة تسبب في فراغ سياسي في المنطقة، وقد سعى تنظيم الإخوان لأن يكون ممثلا سياسيا في العالم نيابة عن الأمة، البعض منا يستخف بقوة الإخوان ويقول إنهم عبارة عن جماعة صغيرة، لكن جميع الحركات الإسلامية اليوم ولدت من رحم جماعة الإخوان". وأضاف أكطاي، في لقاء تلفزيوني، أن لجماعة الإخوان "فروعها الخاصة وفقهها الخاص، وهي تمثل اليوم ذراع للقوة الناعمة لتركيا في العالم العربي، فهذه الجماعة ترحب بالدور التركي في المنطقة، وهم بالتالي ينظرون إلى الدور التركي على أنه النائب للخلافة الإسلامية التي تم إسقاطها سابقا". وفي أبريل 2017، عرض مقطع فيديو للرئيس التركي رجب طيب أردوغان يعترف فيه بالتآمر ضد مصر عن طريق إرسال عناصر من إرهابيي "داعش" ممن كانوا في مدينة الرقة السورية إلى سيناء للقيام بأعمال إرهابية تخريبية تهدد أمن البلاد. ونشر موقع "دوجروسو نيوز" التركي مقطع الفيديو الذي يتحدث فيه أردوغان ويعترف بتآمره ضد مصر، في كلمة ألقاها أمام أعضاء حزبه الحاكم في تركيا في 5 ديسمبر2017، تساءل خلالها: "هل تعرفون إلى أين سيتم اقتياد مقاتلي داعش الذين كانوا في عمليات الرقة؟". واتبع أردوغان تساؤله برد سريع قائلًا: "سيتم إرسالهم إلى صحراء سيناء المصرية، وسيتم استخدامهم هناك، وبعد ذلك سنتابع مهامهم هناك عن قرب".