من النقد للعالمية.. رحلة حصول ابن الأقصر على جائز الشارقة للإبداع العربي

يمتاز صعيد مصر، وخاصة في محافظة الأقصر، بإنجاب العديد من المواهب في الكثير من المجالات، ولكن دون اكتشافها، بسبب النقد الهدام لأفكارهم، من المحيطين بهم، لتظل مدفونة تمامًا، حتى يحين الوقت ليأتي من بعيد من يقدرها ويجعلها تظهر للنور، ليفاجئ بها الجميع، ويصل بها إلى العالمية.
ومن بين تلك المواهب، الشاعر والكاتب المسرحي "علي حسان خضري"، ابن قرية الغرز بمركز أرمنت جنوب الأقصر، الذي لم يجد من يتبنى فكره في الكتابة المسرحية، لتناولها بالنمط الغربي، مما جعل العديد ينتقدونه، ويصر على رؤيته، ليصل إلى مبتغاه الذي يعد نقطة البداية له، وليس النهاية التي يراها من انتقدوه سابقًا.
ويحكي "خضري" الحاصل على جائزة الشارقة للأدب العربي، ل"الفجر"، رحلة صعوده لنيل الجائزة، عن كتابته مسرحية، "أنوش"، التي انتقدها العديد من كتاب المسرح، وشارك بها في هذه المسابقة بين 350 مشاركًا من انحاء الوطن العربي، وفاز فيها بالمركز الأول.
ويقول ابن قرية الغرز، إن رواية المسرحية "أنوش" التي قام بكتابها، اتبع فيها النمط الأوربي الواقعي، حيث مات البطل بمنتصفها، واستكمالها بدونه، مما جعل العديد ينتقدها، ظنًا منهم في أن البطل لابد من وجوده حتى النهاية، واتباع الخيال الذي يجعل الأبطال خارقين رغم ما يمرون به من مهمات مستحيلة، لافتًا إلى أن فوزه بالجائزة يثبت اقتناعه بما يقدمه من عمل واقعي، وأن هذا هو المسرح الحقيقي، بعيدًا عن من انتقدوه.
وأضاف، أنه تقدم لمسابقة جائزة الشارقة للأدب العربي ثلاث مرات، الأولى لم يحصل فيها على شيء والثانية، حصل فيها على المركز الرابع، مما زاده اصرارًا على نيل جائزة لمصر، وهذا ما حدث في المرة الثالثة، بحصوله على المركز الأول، مشيرًا إلى أن اجماع لجنة التحكيم المكونة من عدة خبراء على مستوى الوطن العربي، يثبت مدى كتابته للروايات المسرحية الحقيقية.
وحصل الشاعر الأقصر على عدة جوائز سابقًا، ففي 2009 حصل على المركز الثالث على العرب في مسابقة abc عربي التي نظمت بالتعاون مع مجلة العربي الكويتي، وفي 2012 حصل على المركز الثالث في الرواية بمسابقة بالهيئة العامة للثقافة، والمركز الأول على مستوى الجمهورية في 2013 بمسابقة المواهب التي نظمها المجلس الأعلى للثقافة، والثالث على مستوى الجمهورية في 2015، بمسابقة للشعر تابعة للمجلس الأعلى للثقافة.
وعبر الحاصل على جائزة الشارقة للأدب العربي، عن فرحته بنيل الجائزة التي أهداها لمصر، وأبناء الأقصر، وأهالي قريته، وأسرته، مؤكدًا استمراره في العمل الأدبي، وموجهًا رسالة لعموم الشعب المصري، بأنهم لا يلتفتون إلى النقد الهدام، وعدم الاستسلام حتى يتمكنوا من تحقيق أحلامهم.
ومن المقرر أن ينظم اقليم جنوب الصعيد الثقافي، الخميس المقبل، احتفالية لتكريم الشاعر الحاصل على المركز الأول بجائزة الشارقة للإبداع العربي في دورتها ال22، عن كتابته مسرحية "أنوش".