تصوير: فيروز حسني - أسامة جمال داخل محيط مدينة "بشائر الخير 1"، يقع مركز التدريب المهني التابع لجمعية رجال أعمال إسكندرية، الذي شكل محطة ثانية فارقة في حياة أهالي المدينة، عقب تقديمه دورات تدريبية مجانية لهم في 10 مهارات فنية، على رأسهم "اللحام، صيانة تبريد وتكييف، ملابس جاهزة، نجارة، صيانة سيارات ميكانيكة وكهربائية، فندقة، طهي، تركيبات كهربائية، سباكة صحية"، وفتح أبوابه لأهالي الإسكندرية الراغبين في التدريب على المهارات الفنية بأجر رمزي بين 200 - 700 جنيه. اختيار موقع المركز بجوار مدينة بشائر الخير مباشرة قد جاء بعناية شديدة، لكي يكون بجوار المناطق التي في حاجة إلى التنمية، ويكون مشروع تدريبي وتوظيفي بجوار المشروعات السكنية القومية على رأسهم مدينة بشائر 1، وامتدادها بشائر الخير 2، وبشائر 3 تحت التنفيذ. تلك المركز أخرج العام الماضي 538 متدرب، فيما يشغله هذا العام 121 متدرب، يمثل أهالي بشائر الخير 40% من حجم الاشغال، ووفق استراتيجية المركز فإنه يسد الفجوة بين احتياجات سوق العمل والباحثين على وظائف، عقب بحث متطلبات سوق العمل، ويتم اكساب المتدرب مهارات فنية وسلوكية تحسن جودة العمل وانتاجيته، وتساعده على إيجاد فرصة عمل. - "دعاء" من سكان "البشائر": دورة الخياطة المجانية أعطتني الأمل في التدريب والعمل وأن أكون منتجة وقالت "دعاء غريب" 40 عامًا، مطلقة، ولديها أربعة أطفال، إنه تم اختيارهن في حصر وزارة التضامن الاجتماعي، للحالات الأولى بالرعاية، لنقلهن إلى عقار واحد مخصص للوزارة، فحياتها عقب انفصالها عن زوجها وتحولها إلى عائل وأم لأطفالها قد كانت التنقل بين الإيجارات الجديدة، والاضطرار في العمل بمجال النظافة، قائلة: "كانت فلوسي تروح بين الإيجار ومدارس أولادي". وأشارت إلى أن أقصى طموحاتها كانت في ذلك الوقت أن يتم نقلها إلى شقة في الإسكان الاجتماعي لمحافظة الإسكندرية، على الرغم من علمها للحالة السيئة التي تكون عليها، لكنها وجدت وفق وصفها: "من حسن حظي أن أدخل بشائر الخير، فهي غيرت حياتنا بشكل كبير، واعتقدت أنه مجرد مسكن فقط، ولكن وجدتها مدينة متكاملة، بها أمن ونظافة وعيشة آدمية". وأوضحت أن النقطة الفاصلة الثانية في حياتها داخل المدينة عقب الانتقال، أنها فوجئت في يوم إعلان قيادات المدينة فرص تدريبية داخل مركز التدريب المهني بالمجان للسيدات مع إعطائهم شهادة خبرة، فمجانية التدريب ووقوعه داخل المدينة شجعها على التحاقها بدورة الخياطة، التي علقت عنها بقولها: "الالتحاق بتلك الدورة أعطاني الحماس والأمل من جديد في الحياة، وتدربت وتعلمت جيدًا الخياطة، ورسمت مستقبلها بعد تعلمها مهنة وتمنت بأن تحصل على قرض وتشتري ماكينة للعمل عليها، وتبيع منتجاتها لتحسين دخلها". كما تابعت أن معلمتها داخل المركز السيدة محاسن، قد علمتهم منذ البداية فكرة التفصيل وأخذ المقاسات، وكيفية قص القماش، مع كيفية إتقان تلك الخطوات وبأعلى جودة، الأمر لا يقتصر على مجرد كيفية الخياطة، إنما إعطائهم الثقة على قدرتهم في التعلم والتصنيع فيما بعد، الأمر الذي بث بداخلها الثقة والرغبة في استيعاب المزيد من الأمور. ولفتت إلى أنها كانت تحلم بأن يعيش أطفالها في مستوى اتحرم منه أبنائها، قائلة: "ربنا ياخد بإيدينا ويوفقنا ويوفق رجال الدولة لما يبذلوه من مجهود كبير من أجل المواطنين"، موجهة الشكر إلى الدكتورة غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي، قائلة: "شكرًا إنها فكرت في الناس اللي تحت الأرض، وأن يعيشوا فوق الأرض". - عقب انتهاء فترة تدريبها.. "سماح" تتحول إلى منتجة ملابس جاهزة ومصدرة بالخارج وقالت "سماح فؤاد" 45 عامًا، من أهالي محافظة الإسكندرية، إن مركز التدريب المهني انتشر بشكل كبير وليس متواجد فقط لأهالي مدينة "بشائر الخير" ولكنه لسيدات المحافظة بأكملها، وذلك لتدريبه السيدات وإعطاءه خبرة في مجالات العمل المختلفة، ويأمل الكثير في الالتحاق به، مؤكدة على التحاقها بالتدريب الذي التحقت به في دورة الخياطة واستمر 3 شهور، تلك الفترة التي أكسبتها إعادة العمل على مكينة الخياطة التي كانت تقتنيها، وبدء التفصيل وإحضار طلبات إلى تجار، الأمر الذي وصل بها إلى تصدير طلبات معاطف إلى الخارج في "فرنسا" عن طريق عملاء. ووصفت التدريب داخل المركز، بأنه جيد ومتميز وسمح لها أن تطور من نشاطها وتشتري نحو ماكينتين جدد، للحاق بأحدث الموديلات والتفصيلات، وعن العائد الذي لحق بها: "أنا دخلي حاليًا أصبح 4 و5 أضعاف، وغير ذلك أصبح لدي مشروع كبير وهدف في حياتي، يحسن من دخلي والمستوى المادي، وبدأت بالفعل في تشجيع جيرانها وأخواتها لالتحاق بتلك المركز من أجل التدريب". وقالت محاسن بسيوني، معلمة القص والخياطة بمركز التدريب المهني، ل"الفجر"، أنها قد دربت نحو 45 سيدة على 3 دورات تدريبية، وأنهم ليس جميعهم من مدينة بشائر الخير، إنما من مناطق مختلفة بالإسكندرية، وملاحظتها أنه عقب انتهاء عدد من السيدات فترة التدريب، قد تحولوا إلى منتجات، وأقاموا مشروعات خاصة بهم، تحقق لهم أرباح كبيرة. - من داخل ورشة النجار.. التدريب على أحدث المعدات وأوضح أحمد محمود علي، مدرب النجارة داخل مركز التدريب المهني، أن هناك من يأتي للتدريب من أجل البحث عن فرص عمل جيدة، ومن بينهم فتيات يعملن مهندسات ديكور، لكنهن يبحثن عن أساس سليم للتعليم، وفق وصفه. وأضاف أن ورشة النجارة داخل مركز التدريب المهني، توفر أفضل المعدات الحديثة، وتلك التدريب الجيد يسمح للمتدربين بأن يحصلوا على أعمال فنية جيدة في مصانع وورش كبيرة تحتاج في الغالب إلى أيادٍ مهرة، ويكون على علم أكاديمي وليس مجرد خبرة أوية في النجارة. وأفاد بأنه يتم إعطاء المتدربين مستويات في التدريب على النجارة، ويبدأ الأول بالعرض على شاشة كبيرة عن النظريات، ثم التدريب على المستويات والعمل في مكينات صعبة، خاصة أن معظم الحاضرين تكون أيديهم جيدة، لكنهم يفتقدوا الخبرة، وأنه قد تخرج دفعتين من تلك الدورة التدريبة أثناء ترأسه لها، وقد حصل عدد منهم على وظائف فنية جيدة. وأشار أحمد سمير، خريج مدرسة محمد علي الزخرفية وأحد المتدربين داخل المركز، تحدث ل"الفجر" أنه قد علم بوجود المركز من خلال المدرسة، وأنه قد بدأ ينمي خبرته في عمل النجارة وتنمية قدراته، حتى يؤسس مجال عمل في تلك المهنة الفنية، مضيفًا أن الدولة تخلق فرص جيدة للشباب، لكن الأمر يتطلب وجود عزيمة وإرادة من الشاب ذاته، للبدء في تنمية مهاراته وعدم إهمالها. وأضاف أنه يريد أن يكون نجار مهار من خلال فترة تدربه داخل المركز والتعرف على اشكال التدريب المختلفة، حتى يكون قادر على الحصول على وظيفة مناسبة له. وأشار إلى أن المركز فجوة بين سوق العمل والباحثين عمل، الامر يحتاج إلى تدريب كيفية العمل، التدريب المهني، فكرة المركز لسد الفجوة، قد قام ببحث متطلبات السوق، ويتم توجيه الباحثين عن العمل، كيفية التعامل مع مرؤسيه كيف يكتب سيرة ذاتية أو يفتح عمل بسيط، وهي مهارات سلوكية وحياتية. وتابع أنه يتم إعطاء دورات فنية على تلك المهنة، الهدف خلق فجوة بين سوق العمل والباحثين، تحسين جودة سوق العمل: "لحام- صيانة تبريد وتكييف- ملابس جاهزة- نجارة- صيانة سيارات ميكاميا وكهربائية- فندقة- طهي تركيبات كهربائية- سباكة صحية" والعام الماضي تم تخرج 538 متدربًا. وأكد أن المتابعة تكون عن طريق إرسال باحثين عن وظائف فندقة، مساعدة متدربين على ايجاد شغل، هناك من يقوم بالعمل على مشروعات ذاتية، المركز يقدم دوراته مجانيا لأهالي "بشائر الخير"، أما من خارج البشائر فهناك أجر رمزي للجدية يتراوح من 200 إلى 700 جنيه200-700 جنيه، يستثنى منه الحالات الانسانية، اختيار مكان المركز كانت بجوار للمناطق التي بحاجة إلى التنمية، ضمن مشروع التسكين والتوظيف، ويقدم المركز لمشروعات "بشائر الخير 1 و2 و3" حجم المتدربين 121متدربًا، 53 شخصًا من "بشائر الخير 1" بنسبة تصل إلى 40% من حجم الإشغال.