وقع زلزاٍل مدٍو في العاصمة السعودية الرياض بعد الهزيمة القاسية للمنتخب السعودي في إفتتاحية مباريات كأس العالم أمام منظم البطولة المنتخب الروسي بخماسية نظيفة في المباراة المقامة على ستاد لوجنيكي, أتت الأهداف عن طريق دينيس تشريشيف (هدفان) وكلًا من غازينسكي, دزوبا, جولوفين (هدف), ولم يشفع استحواذ المنتخب السعودي على الكرة في تلقي الخماسية فقد وصلت نسبة الاستحواذ للمنتخب السعودي إلى 60% ولم يسدد أي تسديدة على المرمى طوال المباراة. هزيمة ثقيلة لم تكن في الحسبان للنسور الخُضر ولم يتوقعها أكثر المتفائلين من الجانب الروسي ولا أكثر المتشائمين من الجانب السعودي, وأصبحت هذه النتيجة ثاني أثقل هزيمة للعرب في المونديال, وكانت الهزيمة الأولى للسعودية أيضًا عندما تلقت هزيمة أمام المنتخب الألماني بثمانية أهداف دون رد في مونديال 2002 والذي كان مقامًا في كوريا واليابان, وأدى هذا السقوط المُدوي إلى تعقُد حسابات المنتخب السعودي في العبور لدور ال16 وأصبح مطالبًا بالفوز في مبارياته المتبقية. وقد تعثر المنتخب السعودي لعدة أسباب: بدايةً من التغيير المستمر في منصب المدير الفني للفريق وعلى رأسهم الهولندي بيرت فان مارفيك والذي كان السبب الرئيسي في تأهل السعودية للمونديال, ثم جاء الأرجنتيني إدجاردو باوزا الذي جاء بعد تخبط شديد من مسؤولي الاتحاد السعودي بسبب نتاجه في تصفيات كأس العالم مع المنتخب الأرجنتيني والتي أدت لوقوعهم في موقف حرج, وأدار باوزا الفريق في خمس مباريات ودية فقط, حتى جاء الأرجنتيني خوان أنطونيو بيتزي الفائز على المنتخب الأرجنتيني في نهائي كوبا أميركا سينتيناريو الأخير. وقد أثر تغيُر مدربي الفريق وخطتهم في فتراتٍ قصيرة على أداء الفريق وتوظيف اللاعبين, وقد أدى ذلك بوضوح إلى ارتباك شديد في صفوف الأخضر السعودي, ومن أهم مظاهر الارتباك عدم القدرة على السيطرة على المنطقة الدفاعية وأدى ذلك إلى ضعف أداء الفريق عند التحول من الدفاع إلى الهجوم وفقدان القدرة على بناء الهجمة. وبالنظر إلى نتائج الفريق السعودي في المباريات الودية فقد خاض الخُضر عددًا من المباريات فازوا فيها بأربع مباريات وهُزموا في سبع وتعادلوا في مباراة وحيدة, وسجل المنتخب السعودي في هذه المباريات 12 هدفًا واستقبلت شباكه 20 هدفًا, وكان من المنتظر أن يتغير الوضع في مباريات المونديال بحُكم أن الفرق تلعب بجدية أكبر في المباريات الرسمية وخاصةً كأس العالم ولكن استمر الوضع كما هو عليه. وأدى الفريق السعودي مباراة ضعيفة على كل الجوانب حيث افتقروا إلى للتركيز وأيضًا اللياقة والقوة البدنية مقارنةً بالفريق الروسي, واستغل الدب الروسي وجوده في أرضه وبين جماهيره وأحكم سيطرته على المباراة في حين استسلم لاعبوا المنتخب السعودي ولم يظهروا أي رد فعل طوال المباراة. وصرح بيتزي بعد المباراة قائلًا: "لا أدري ماذا حدث, أشعر بالخزي بعد هذه الهزيمة الثقيلة, الفريق المنافس لم يكن بحاجة لبذل جهد كبير للفوز بالمباراة". وأضاف "يجب أن ننسى هذا الشعور بالخزي وأن نبدأ بالتفكير في المباراة المقبلة". ومن جانبه شن تركي آل الشيخ رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة السعودية هجومًا قويًا على الفريق, حيث صرح من خلال فيديو نشرته صحيفة الرياضية السعودية قائلًا: "لا أعرف ماذا أقول لكم سودتوا وجهي, هذه النتيجة أتحملها بالكامل أمام ولي العهد السعودي وأمام الجمهور الرياضي السعودي". وواصل "هذه امكانيات الجيل الحالي, فعلنا كل شيء ودفعنا لهم كامل المستحقات وجلبنا لهم لهم أفضل طاقم تدريبي, اللاعبون لم يقدموا 5% من المطلوب منهم, هذه هي الحقيقة التي يجب أن نعترف بها". وأضاف: "للأسف وكما قلت في السابق, لا يوجد أي لاعب سعودي في الجيل الحالي يستحق راتب أكثر من مليون ريال في الموسم, ولكنني تعرضت وقتها لهجوم كبير". وشن أيضًا رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم عادل عزت هجومًا لاذعًا على الفريق وقال في تصريحات لقناة العربية: "ما حدث اليوم كان أمرًا مخيبًا للآمال بشكلٍ كبير". وأضاف عزت "الإتحاد السعودي لكرة القدم لا يرتضي لمثل هذه النتيجة, الفريق كان في وضع سيء للغاية لا يعكس بأي حال من الأحوال البرنامج الذي وضع للمنتخب". وأكد عزت "الجميع لم يقصروا مع الفريق من إتحاد الكرة لمسئولين عن الرياضة, سنصل إلى سان بطرسبرج ونجتمع مع الجهاز الفني لمناقشة ما جرى وما حدث ومحاسبة اللاعبين المقصرين على رأسهم عبد الله المعيوف وعمر هوساوي".