إنتقد الدكتور عمرو الشوبكى ما يقال حول العيوب الهيكلية فى بنيه الخطاب الأسلامى الغير قادر على التكيف مع القيم الديمقراطية وتداول السلطة، مشيراً إلى أنه منذ حادث 11 سبتمبر ظهرت العديد من هذه التصريحات فى الصحف الاجنبية وإستمرارها حتى الآن . وأشارالمفكر والسياسى عمرو الشوبكى فى ندوة "مستقبل التيارت الأسلامية" بساقية الصاوى مساء الثلاثاء أن مصر أصبحت أمام مرحلة جديدة وخطيرة بعد ان إنفتحت الحياة السياسية وأصبح هناك فرصة لتأسيس أحزاب ذات مرجعية دينية لتصبح مصر أمام كم كبير من التحديات الصعبة التى يجب مواجهتها بموافقة التيارات والأحزاب على قواعد أساسية تحكم العمل السياسى فى مصر. ودعا الشوبكى فى نفس السياق إلى ضرورة إتفاق جميع التيارت والأحزاب على قاعدة دستورية وقانونية تكون حاكمة لجميع التيارات الأسلامية والليبرالية وغيرها، مشيراُ إلى أن تراث الدولة المدنية والدستور الذى يعتبر جزء منه كان من الممكن أن تكون المرجعية المؤقتة لعبور هذة الأزمة، قائلاً" نحن أمام أول دخول سياسي للتيارات الأسلامية وجماعة الأخوان منذ أن أسسها البنا ويجب أن نبداً الأنطلاق من قاعدة دستورية"، مؤكداً أن هناك أطراف تعتبر الحركات الأسلامية عوائق لتحقيق الديمقراطية وهو ما يتطلب وجود قاعدة دستورية تحكم إتجاه الجميع داخل إطار وطنى متفق عليه. كما أضاف الشوبكى أن مصر إذا تجاوزت مرحلة الدستور الحالية حتى ولو كانت المبادىء الأساسية التى توافق عليها الأخوان وباقى التيارت ستضمن نجاح دخول الأسلاميين فى السياسة لأول مرة بشكلها القانونى ومساهمتهم فى نهضة البلد من خلال تسابق برامجها الأصلاحية والتنموية. وعلى صعيد أخر أكد الكاتب حلمى نمنم رئيس مجلس إدارة دار الهلال أن أكثر شعب ثار فى التاريخ هو الشعب المصرى مشيراً أن ثورة مايو 1805 التى عزلت خورشيد باشا تكاد تكون صورة كربونية لثورة 25يناير؛ حيث ذهب ما يقرب45 ألف إلى قصر خورشيد هاتفين "إنزل" كما هتف المصرين فى ثورة 25 يناير "إرحل" مشيراً ان خلال تاريخ الثورات المصرية لم يشترك السلفيين فى أحدها. كما أكد ضرورة الأتفاق على مبادىء وطنية لا يهم تسميتها سواء كانت حاكمة للدستور أو فوق دستورية تفرض نفسها على الرئيس القادم ويلتزم بتطبيقها،متابعاً: "نحن نريد دولة وطنية ذات مرجعية إسلامية مصرية". فيما إنتقد كمال حبيب المتخصص فى شئون الحركات الأسلامية بعض وسائل الأعلام التى تهاجم السلفيين مؤكداً أن الفزاعة السلفية خرجت من جانب الأعلام الذى وجهوا حملة إتهامت عنيفة إلى السلفيين، وأضاف أن الخوف الذى يصنعه الأعلام ضد السلفيين يشكل خطراً على مصر ذاتها،مما يستوجب دمج هؤلاء التيارت فى قلب الدولة. على صعيد متصل طالب دكتور الحركات الأسلامية الليبراليين بإعطاء الفرصة للسلفيين لبناء خبرة سياسية مشدداً على ضرورة إنهاء التخويف والترهيب من السلفيين وموضحاً ان الظاهرة السلفية هى ظاهرة قائمة على الشعور بالتهديد على الهوية ولكنها قابلة الأن لتقبل وإستيعاب الديمقراطية و الدولة الحديثة، قائلاً" أن المراقب للحالة الأسلامية يرى أن العقل الأسلامى ينتقل من فكرة المواجهة إلى فكرة التوافق ومن فكرة البساطة والسطحية إلى فكرة الرشاد".