الريس حربى «تاجر الآثار» أو عمرو عبد الجليل الذى ارتدى عمامة الصعايدة هذا الموسم بمسلسل «طايع» أمام عمرو يوسف ليظهر ما لم يظهره من براعة فى الأداء والتشخيص، وإن كنا لم نختلف على موهبة عمرو عبد الجليل الذى نشأ وتربى فنيا بمدرسة المخرج العالمى يوسف شاهين. لكن عندما تشاهده مرتدياً جلباب الريس حربى «أبو الرجالة « تدرك جيدا أنك أمام نجم من طراز خاص، نجم امتد عمره الفنى ليزيد عن الثمانين عملاً ما بين السينما والتليفزيون والمسرح لا يمكن أن تحصره أبدًا فى أدوار محددة فهو ليس نجما كوميديًا، فحسب أو تراجيديا فقط، وإنما هو موهبة فريدة تذكرنا بنجوم الزمن الجميل، فهو قادر أن يقنعك بأدوار الشر، وتجد نفسك مرتبطاً بها وبخفة دمها كثيرًا كما فعل بنا بشخصية الريس حربى»أبو دم خفيف»، كما لا يمكن أن تتمالك نفسك من الضحك عندما تشاهد أدواره فى الأعمال السينمائية الكوميدية، كحين ميسرة وكلمنى شكرًا للمخرج خالد يوسف الذى أعاد اكتشاف موهبته من جديد بأعماله السينمائية، فعمرو عبد الجليل أستاذ بمدرسة السهل الممتنع لديه من الخبرة والنضج الفنى ما يجعله مادة خاماً للموهبة الفنية التى يمكن أن يطوعها، والمخرج ليخرج منها الشخصية الدرامية التى تناسب عمله دون أدنى صعوبة وهو ما فعله المخرج سلامة بتجربته الإخراجية الدرامية الأولى بمسلسل «طايع»، فلم يجد أنسب من عمرو عبد الجليل ليخرج له شخصية الريس حربى بهذا الشكل الذى يجعل من دوره الثانى بطلاً يساند وبقوة فى نجاح المسلسل وارتباط الجمهور به. وبرغم أن المسلسل الصعيدى «طايع»، الذى ارتبط به الجمهور كثيرًا منذ عرض حلقاته الأولى لا يحمل اسم عمرو عبد الجليل كبطل مطلق للعمل، كبقية الأعمال التى قدمها من قبل فى سنواته الماضية، إلا أنه بكل مشهد يظهر به «الريس حربى» يترك بصمته الفنية ليعوض ما أهدره من موهبته فى بعض الأعمال الفنية التى حملت اسمه كبطل مطلق لكنها لا تسمن ولا تغنى من جوع.