وفاءً لدور الأب في حياة أبنائه، وجهوده المستمرة في إسعادهم بقدر ما يستطيع، اختارت شركة "فنون مصر" للمنتجين محمد محمود عبدالعزيز وريمون مقار، الترويج لمسلسلها الجديد "رحيم" للفنان ياسر جلال، بأغنية دعائية نالت استحسان الجمهور، بعنوان "أنا ابن أبويا"، وحققت نسب مشاهدة غير متوقعة. "مدحت صالح" كان رهان الشركة المنتجة على نجاح الأغنية، وليس في الأمر مغامرة كبيرة، نظراً لنجاحه السابق في تقديم أغنيات الأعمال الدرامية، التي ارتبط الجمهور بها لسنوات طويلة، ليؤكد مرة أخرى على أنه "الغائب بتمثيله الحاضر بصوته"، وينتصر للأب في أغنية لم تتجاوز البضع دقائق، لكنها تركت علامة مميزة. "أنا ابن أبويا" من تأليف الشاعر أيمن بهجت قمر، ألحان وتوزيع خالد عز، وجمع الفيديو بين الابن "رحيم" ياسر جلال، والأب "حسن حسني"، في مشهد إنساني أثار مشاعر الجمهور، ونجح الثنائي في التعبير عن ندم الابن على ترك والده في شيخوخته، ومحاولة تعويضه عن هذا الحرمان ولو بشئ بسيط كمساعدته في الاستحمام.
وفي اللحظة التي ينتظرها كل أب، عندما يرى ابنته عروس متوجة في حفل زفافها، كانت أغنية مدحت صالح، بعنوان "بنتي" من مسلسل "أبو العروسة" الاختيار الأمثل، حيث انتشر الكثير من مقاطع الفيديو لبكاء الأباء على هذه الأغنية تعبيراً عن فرحتهم بزفاف بناتهم، وهي من كلمات صلاح سلطان، ألحان وتوزيع خالد عز. "نازل وأنا ماشي على الشوك برجليا.. وانت السبب يابا ياللي خليت بيا"، كلمات كتبها الشاعر أحمد فؤاد نجم، ولحنها الموسيقار ياسر عبدالرحمن، واشتهرت لدى الجمهور عام 2006، كمقدمة مسلسل "حضرة المتهم أبي" للفنان نور الشريف، وتضمنت كلماتها التي غناها مدحت صالح بإحساس رائع، عتاب الابن لأبيه على فقر حاله. وفي رد مؤثر عبر الأب لابنه عن قلة حيلته وضعفه في مواجهة جبروت الأغنياء، من خلال كلمات تتر نهاية المسلسل، بصوت مدحت صالح، والتي تضمنت قوله: "غريب وانا في بلدي جبتك تكون سندي، انصفني يا ولدي أصبر على الأيام"، لتبكي كل من يسمعها وتظل عالقة بالأذهان لأكثر من 12 عاماً.