قالت صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، إنّ الشرق الأوسط على شفا الإنزلاق إلى حرب ضروس بين إيران والغرب وحلفائه الإقليميين، مثل إسرائيل والقوى السنية. وأشار الكاتب البريطانى مارك ألموند، فى تقريره اليوم بعنوان "بريطانيا قد تكون على شفا حرب شرق أوسطية ضروس"، إلى أنّ أنظار ومخاوف العالم باتت تتجه إلى التطورات المثيرة للقلق بالشرق الأوسط بعد أحداث ال48 ساعة الماضية من قصف إسرائيلى واسع النطاق لأهداف إيرانية فى سوريا، بعد أول قصف لقوات تابعة للحرس الثورى الإيرانى "فيلق القدس" لمناطق تابعة لسيطرة الاحتلال بالجولان المحتل بأكثر من 20 صاروخاً من الأراضى السورية دون تسجيل أية خسائر.
بينما أسفرت الضربات الإسرائيلية عبر إطلاق 70 صاروخاً من 28 طائرة، عن تدمير البنية التحتية الإيرانية فى سوريا تقريباً، ومصرع 23 مقاتلاً.
وأضاف الكاتب أنّ تلك الأحداث تسحب الشرق الأوسط إلى شرارة حرب تقليديةهائلة وأجواء عدم استقرار هائلة، حيث يتهم الغرب القوة الشيعية "إيران" بنشر التطرف والإرهاب، حيث يصف نظامها أمريكا بالشيطان الأكبر، وبريطانيا بالشيطان الأصغر.
كما تسعى إيران إلى استعادة القوة الفارسية قبل أكثر من 1400 عاماً، بعد السيطرة على الحكم فى العراق ولبنان وسوريا، وقرب حدود الكيان الصهيونى، عبر خوضها حروباً بالوكالة فى تلك المناطق، فضلاً عن اليمن، حيث يرحّب المتشددون فى إيران بتلك الخطة، وفقاً للصحيفة البريطانية.
وقالت الصحيفة إنّ بريطانيا انزلقت بالفعل لدعم حلفائها لأسباب اقتصادية، مثل السعودية، ولأسباب متعلقة بالمبدأ حينما يرتبط الأمر بإسرائيل.
كما أشار التقرير إلى ارتباط تلك الأحداث بقرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، للانسحاب من الاتفاق النووى مع إيران، وتوسيع نطاق العقوبات والحصار الاقتصادى عليها، بشكل أكبر من ذى قبل، بعد وصف الاتفاق بالكارثى، واتهام إيران بدعم الإرهاب والتوسع الإقليمى.
وقالت الصحيفة إنّ ترامب يعتقد أن لغة القوة ستجبر إيران على التفاوض، ليس فقط على تقليص قدراتها النووية، بل الإقليمية أيضاً، ثم الانسحاب من سوريا.
كما أضافت أنّ إسرائيل وأمريكا لا يفكران فى خوض حرب برية مع إيران، التى أضحت مستعدة للتضحية حتى أخر مقاتل، بينما تبتز طهران حلفاء أمريكا بالتوسع الإقليمى، أملاً فى أنهم لن يفكروا فى حرب معها، مما يضفى حالة من الجمود، قد تنتهى بتشكل تحالف موسع بين أمريكاوبريطانيا والسعودية وإسرائيل وباقى دول التحالف.
بينما اقترحت أن الأمل الوحيد لإطفاء نار الحرب، هى روسيا، التى من مصلحتها عدم إنزلاق المنطقة إلى حرب، نظراً لمصالحها الاقتصادية، وعدم تأيدها التوسع الإيرانى فى الشرق الأوسط، فضلاً عن دورها القديم خلال التحالف مع الغرب بالحرب العالمية الثانية.