حضر الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، في باريس، فعاليات اليوم الثاني، وختام مؤتمر باريس الدولي لمحاربة تمويل الإرهاب. كما التقى الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون، أثناء تحيته لكبار ضيوف المؤتمر في اليوم الختامي، بعد أن كان، شارك في أعمال الحلقة الحوارية التي أدارها وزير الداخلية الفرنسي جيرار كولومب، وتحدث فيها في كلمة افتتاحية عن جهود دولة الإمارات العربية المتحدة في مكافحة الإرهاب ودورها في تعزيز التعاون والتنسيق الدولي في هذا الشأن. وقدم في كلمته الشكر والتقدير للدولة المستضيفة وإلى الرئيس ماكرون على استضافة هذا الاجتماع المهم، مؤكداً أن الروابط التي تجمع بين شعوب العالم كثيرة ومتعددة، ولكن جميعها مبنية على أسس إنسانية مشتركة وثوابت حضارية راسخة، كالتعاون بين الأمم، وتسوية النزاعات بالحوار والطرق السلمية، وتعزيز الأمن والسلم الدوليين. وأضاف أن فرنسا وهذا الجهد الدولي خير من يجسد هذه المبادئ الإنسانية، مشيراً سموه إلى أن الإمارات تدرك تماماً الدور الذي تلعبه الجمهورية الفرنسية، في تعزيز الأمن والسلم الدوليين، وفي محاربة التطرف والإرهاب الذي بات يشكل تحدياً دولياً معقداً وخطيراً، وكيف أن عمليات تمويل التنظيمات الإرهابية تعد الشريان المغذي لهذه الفئة التي تمكّنهم من تنفيذ عملياتهم الإرهابية وتحقيق أهدافهم الأيديولوجية. وأكد التزام دولة الإمارات، وكجزء أساسي من سياساتها الداخلية والخارجية، بمكافحة التطرف والإرهاب ترسيخاً لنهج القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، المبني على تعزيز أواصر التعاون مع مختلف دول العالم، وتعزيز القيم الحقيقية للدين الإسلامي الحنيف، المبنية على التسامح والوسطية وحرية الأديان. وقال إن الإمارات طوّرت قوانينها واستراتيجية عمل أجهزتها الحكومية لمكافحة الإرهاب واجتثاثه، وكرّست مواردها الوطنية وجهودها الحثيثة لتجفيف مصادر تمويله وقطعها، فأصدرت القوانين الرادعة لمكافحة تمويل الإرهاب، وشكّلت مختلف الهيئات واللجان الخاصة بهذا الإطار، ووقعت على العديد من الاتفاقيات الدولية المعنية بمكافحة الإرهاب وتمويله. وأعاد التأكيد على أهمية أن تكون جهود مكافحة تمويل الإرهاب من أولويات الدول جميعاً، ويجب عليها تعزيز ومضاعفة الجهود الدولية الهادفة إلى تجفيف منابع تمويل هذا الوباء وقطع أية تغذية مالية لعملياته في أي دولة كانت وأي منطقة يوجد فيها، مشيراً إلى أن إيمان دولة الإماراتوفرنسا بهذه المبادئ دفعتهما للعمل مع عدد من دول العالم الصديقة والشقيقة من مختلف قارات العالم لتشكيل التحالف الأمني الدولي كنواة أوسع للعمل المشترك العابر للقارات. وحضر الدكتور أنور بن محمد قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، والوفد الإماراتي المشارك في المؤتمر، جلسات اليوم، بمعية الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، وشاركوا في حلقات متخصصة تقام ضمن فعاليات المؤتمر. وكان مؤتمر باريس الدولي لمحاربة تمويل الإرهاب انطلق في العاصمة الفرنسية الأربعاء بمقر منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، تحت شعار "لا أموال للإرهاب: مؤتمر محاربة تمويل داعش والقاعدة"، وبمشاركة أكثر من 70 دولة من بينها وفد دولة الإمارات العربية المتحدة، وبحضور رسمي كبير من ممثلي الدول المشاركة. كما شارك في أعمال المؤتمر أكثر من 20 منظمة دولية وإقليمية، أهمها الأممالمتحدة والبنك الدولي والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية وصندوق النقد الدولي والإنتربول واليوروبول. وهدف المؤتمر إلى دعم الجهود الدولية في محاربة الإرهاب والتطرف بجميع أشكاله، والذي يهدد أمن واستقرار العالم بأسره لتجفيف منابع تمويل المجموعات الإرهابية، إلى جانب تعزيز تضافر دول العالم ورفع مستويات التنسيق الدولي. وانقسم المؤتمر أثناء انعقاده إلى أربع مجموعات، الأولى، ترأسها وزير الداخلية الفرنسي جيرار كولومب، وتبحث طرق تمويل الإرهاب والتطرف والتعاون لمحاربة الإرهاب، وترأس الثانية، وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان، وتبحث محاربة الجريمة المنظمة لتجفيف مصادر تمويل الإرهاب. وترأست المجموعة الثالثة، وزيرة العدل الفرنسية نيكول بيليوبي، وناقشت النواحي التشريعية لتمويل الإرهاب، فيما ترأست المجموعة الرابعة، وزير الاقتصاد والمالية الفرنسي برونو لامير، وناقشت تطبيق المعايير لمحاربة تمويل الإرهاب والتحديات الجديدة في محاربة تمويل الإرهاب.