31 مارس 1884، كان المصريون على موعد مع مولد الزعيم أحمد عرابي، قائد الثورة العرابية ضد الخديوي توفيق، وذلك بعد سماح الخديوي بالتدخل الأجنبي في شئون مصر، وكذلك تعامل رجال وزارة رياض باشا وقتها بأسلوب العنف مع المواطنين. ولد أحمد عرابي في 31 مارس 1841م في قرية هرية رزنة بمحافظة الشرقية ، وكان عرابي ثاني الأبناء. أما الابن الأكبر فهو محمد وشقيقيه الصغيرين هما عبد السميع وعبد العزيز. تعلم القرآن الكريم، ثم عهد به والده الذي كان عمدة القرية إلى صراف القرية الذى كان يدعى ميخائيل غطاس حيث قام بتدريبه على العمليات الحسابية والكتابية و مكث يتمرن على يديه نحو خمس سنوات أحسن فيها معرفة القراءة والكتابة وبعض القواعد الحسابية. لقد خلقنا الله أحرارًا "لقد خلقنا الله أحراراً، ولم يخلقنا تراثاً أو عقاراً؛ فوالله الذي لا إله إلا هو لا نُورَّث ولا نُستعبَد بعد اليوم"، تلك المقولة من أشهر مقولات الزعيم أحمد عرابي ولها قصة خاصة، حيث قيلت عندما اعترض "عرابي" على رفض الخديوي لمطالبه هو عدد من الضباط المصريين في الجيش المصري. البداية.. اعتراض على وزارة رياض باشا البداية كانت في 16 يناير 1881 عندما تولى "عرابي" مهمة التحدث باسم زملاءه الضباط المعترضين علي فهمي وعبد العال حلمي، على الأسلوب الذي تدار به مصر في وجود عثمان رفقي ناظر الجهادية وطالبوا بعزله، الأمر الذي أدى إلى اعتقالهم وتجريدهم من السلاح في فبراير من نفس العام، إلا أنهم تم تحريرهم سريعًا. مظاهرة عابدين الأولى وخرجوا جميعاً بقيادة أحمد عرابي وتوجهوا إلى ميدان عابدين فيما عرف بمظاهرة عابدين الاولى، وهنا وجد الخديوي نفسه مجبراً على قبول طلبات عرابي ورفاقه، ونتج عنها موافقة الخديوي وهو مرغم على عزل عثمان رفقي وتعيين محمود سامي البارودي بدلا منه، وارتفاع شأن عرابي كزعيم وطني مناهض للنفوذ الأجنبي. مظاهرة عابدين الثانية في 9 سبتمبر 1881 وصلت الثورة العرابية إلى ذروتها حيث تحركت جميع الوحدات العسكرية المتمركزة في القاهرة إلى ميدان عابدين مع أحمد عرابي، بل شملت أيضا مشاركة الشعب المصري بكل طوائفه نتيجة نمو الوعي القومي وسخط الشعب من سوء الأحوال الاقتصادية، ومعاملة رياض باشا القاسية للمصريين، ووصل أحمد عرابي أمام قصر عابدين وخرج الخديوي توفيق ومعه القنصل البريطاني والمراقب المالي البريطاني وسط حرسه الخاص، وأعلن احمد عرابي مطالب الجيش والشعب المصري للخديوي توفيق، وهي: عزل وزارة رياض باشا، انشاء مجلس نواب على النسق الأوروبي، وزيادة عدد الجيش إلى 18 ألف جندي "طبقاً للفرمان السلطاني". فرد الخديوي "كل هذه الطلبات لا حق لكم فيها، وأنا ورثت ملك هذه البلاد عن آبائي وأجدادي، وما أنتم إلا عبيد إحساناتنا". فرد عليه عرابي قائلاً "لقد خلقنا الله أحرارا ولم يخلقنا تراثا أو عقار فوالله الذي لا إله إلا هو لن نورث ولن نستعبد بعد اليوم"، فاستجاب الخديوي لتلك المطالب.