ذكرت وكالة "أسوشيتدبرس"، اليوم أنّ الغوغاء البوذيين عاثوا فساداً فى الأحياء المسلمة وسط التلال المركزية بسريلانكا، ودمّروا المتاجر والمطاعم، رغم فرض حظر التجوال. ونقلت الوكالة الأمريكية، عن سكان مسلمين، أنّ حوالى 50 شخصاً اقتحموا مطعم "محمد رمضان" الصغير خلال فرض حظر التجوال ببلدة "بيليماثالاوا"، ودمّروا كلّ شيء. وقال رمضان إنّ "الأمن فى المدينة غير كافِ، ونخشى على حياتنا". وسرد أخرون في المنطقة المحيطة بمدينة كاندى، أكبر منطقة جبلية بالمدينة، هجمات مماثلة منذ اندلاع أعمال العنف الأسبوع الجارى، وكانت شوارع جميع الأحياء تقريباً مهجورة، يوم الخميس باستثناء جنود الشرطة.
وفى ضاحية "باليكلي" تمّ إضرام النيران فى 4 منازل بالقنابل الحارقة خلال حظر التجوال يوم الأربعاء.
وروى "محمد نزار"، أنّه لم يكن بالمنزل سوى هو ووالده بعد إرسال بقية عائلته إلى منزل أحد أقاربه لضمن أمنهم لدى بدء أعمال العنف، وأضاف أنّ عدداً من الأشخاص تجمهروا وقاموا بإلقاء الحجارة على المنزل وطالبوهم بالخروج، فأطفأوا الأنوار، قبل أنّ يقوم المهاجمون بإضرام النيران فى منزلهم، ثم لاذ بالفرار مع والده. وأضاف نزار، أنّ الشرطة وصلت لإطفاء الحريق وأطلقت النار، رغم أنّه تمّ تدمير الكثير من ممتلكات العائلة. وفرضت الحكومة حالة الطوارئ، الثلاثاء وحظرت الوصول إلى وسائل الإعلام الاجتماعية، معتبرة أنها كانت تستخدم لنشر الشائعات الكاذبة التي أثارت الهجمات. وعانت سريلانكا لسنوات انقسامات عرقية مريرة بين الأغلبية السنهالية "البوذية" والأقلية التاميلية، حيث توجد الهندوس والمسلمين والمسيحيين، وأدّت هذه الفجوة إلى نشوب حرب أهلية بين عامي 1983 و 2009 ، حيث حاول التاميليون إقامة دولة مستقلة، وفقاً لأسوشيتدبرس.
ورغم انتهاء حركة التمرد والانفصال، إلا أنّ الفتنة الدينية زادت في السنوات الأخيرة، وزعمت الجماعات السنهالية المتطرفة، أنّ المسلمون يجبرون الناس على اعتناق الإسلام، وتدمير الأماكن المقدسة للبوذيين.