وجه الوزير "إمحوتب الأسرة ال 3"، نصيحة وحكمة لعمومية الناس يقول فيها نصًا: "حين يصلك حديث لا تستطيع معرفة كونه خيراً أم شراً، دعه يمر وكأنه لم يبلغ مسامعك أبداً". وقد بُني هرم زوسر على يد أمحوتب، وهو أول مهندس معماري في التاريخ، وكذلك أول طبيب، وأحد أشهر المهندسين في مصر القديمة، رفع إلى درجة معبود بعد وفاته وأصبح إله الطب. اشتهر امنحوتب بحكمته ومعرفته الواسعتين، وكان هذا الرجل الحكيم فيزيائياً عظيماً وواحداً من المستشارين السياسيين للفراعنة، وأصبح نصف إله، ثم في عهد البطالسة أصبح إله الطب أو الشفاء لدى المصريين. وكان الإغريق يدعون أمنحوتب باسم أموتحيس، ووحَّدوا بينه وبين اسقلبيوس، إله الشفاء، ومع أنه ليس ثمة دليل معاصر على كون أمنحوتب طبيباً، إلاّ أن مسؤولياته الدينية كانت ذات علاقة وثيقة بالسحر، وفي مصر القديمة كان السحر والطب وثيقي الصلة. وأقيمت له مزارات ومعابد في مختلف أرجاء مصر وبلاد النوبة، وكان يُعتقد أن حالات شفاء عجيبة كانت ممكنة بفضل تدخّله، ومن هنا كانت معابده تغصّ باالمرضى الذين ترك كثير منهم سجلات تفيض بالشكران وعرفان الجميل. وقد عُثر على تماثيل وأنصاب بأعداد كبيرة لأمنحوتب كإله الشفاء، تثبت شهرته الذائعة، والاحترام الشديد الذي تمتع به في الأزمنة الغابرة، وقد تضاعفت شهرته على مرّ القرون، وباتت في زمن الإغريق مراكز لتعليم الطب.