يتوجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، بعد غد الأحد، إلى مسقط في أول زيارة رسمية لسلطنة عمان، وذلك حرصًا على دفع وتدعيم العلاقات الأخوية والتاريخية التي تجمع بين الشعبين المصري والعماني، وتعزيز التشاور والتنسيق المستمرين بين البلدين بشأن مختلف القضايا الثنائية والإقليمية بما يصب في صالح الشعبين الشقيقين والأمة العربية بأسرها. ومن المقرر أن تشهد الزيارة لقاء الرئيس مع جلالة السلطان قابوس بن سعيد، وكبار المسئولين فى السلطنة، حيث ستعقد جلسة مباحثات بين الجانبين لتناول سبل تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات، كما تتناول المباحثات التشاور بشأن آخر مستجدات الأوضاع على صعيد القضايا العريية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
تتميز العلاقات الثنائية بين سلطنة عمان ومصر بالعديد من الروابط المشتركة، والرؤى المتطابقة في العديد من القضايا والملفات، وهي علاقات راسخة ومتينة يمتد تاريخها إلى أقدم مراحل التاريخ الإنساني، إذ كانت القوافل المحملة باللبان العماني تصل إلى مصر ويستخدمها المصريون القدماء في طقوسهم ومعابدهم القديمة في الحقبة الفرعونية. وتستمد العلاقات المصرية - العمانية قوتها من تعدد جوانب التعاون بين البلدين وتشعبها وعدم اقتصارها على جانب واحد، وثمة علاقات تجارية واقتصادية وإعلامية وثقافية قوية بين البلدين.
العلاقات الاقتصادية تمثل الاستثمارات العمانية جزءا أساسيا ومهما من الاستثمارات في مصر، وهناك تعاون ملحوظ بين رجال الأعمال المصريين والعمانيين انعكس في تدفق الاستثمارات العمانية ، مع تنشيط أعمال الشركات المصرية بمختلف تخصصاتها لتنفيذ المشروعات الاقتصادية العملاقة والإستراتيجية العمانية .
ويشهد حجم التبادل التجاري نمواً متصاعدا .كما تقوم مجموعة من الشركات المصرية الكبيرة بتنفيذ مشروعات مهمة في السلطنة في مجالات البنية التحتية، والطرق والصرف الصحي ،والاستثمار العقاري السياحي مثل شركات بتروجيت، وشركة المقاولين العرب.
وانطلاقاً من التناغم في الأفكار والمبادرات التي يسبقها دوماً التنسيق والتشاور المشترك، طرحت مصر وسلطنة عُمان رؤية مهمة لتطوير سوق التأمين العربي، وذلك خلال الاجتماع الدوري الثاني لمنتدى الهيئات العربية للإشراف والرقابة على أعمال التأمين التي استضافتها سلطنة عُمان مؤخراً، بمشاركة واسعة من ممثلي الهيئات الرقابية من مختلف الدول العربية، يدعم ما سبق عدة اتفاقيات موقعة بين البلدين.
وفي مايو 2014 تم توقيع مذكرة تفاهم بين مصر وعمان في مجال التطوير الإداري، شملت مجالات عديدة منها التدريب والتطوير والاستشارات والتخطيط الوظيفي وتبادل القوانين والتشريعات المنظمة للموارد البشرية والتقنية الحديثة والآليات المستخدمة فى قياس عائد التدريب والتطوير الإداري، وفي ديسمبر 2016 تم توقيع مذكرة تفاهم فى مجال السياحة بين مصر وسلطنة عمان. اتفاقيات مشتركة وعلى صعيد العلاقات الإعلامية والثقافية بين البلدين، وقعت كل من مصر وسلطنة عُمان في الخامس عشر من مايو 2014 مذكرة تفاهم للتعاون الإعلامي بين حكومة السلطنة وتمثلها وزارة الإعلام العمانية، والحكومة المصرية، وتمثلها الهيئة العامة للاستعلامات. وتعد مذكرة التفاهم تفعيلاً للاتفاق الثقافي المبرم في عام 1974، وبروتوكول التعاون الإعلامي الموقع في سنة 1983، تتضمن المذكرة توثيق أواصر التعاون الإعلامي وتبادل الخبرات للارتقاء بمهارات الكوادر البشرية، والاتفاق على تطوير التعاون عبر عدة قنوات اتصال فى مقدمتها: القيام بتبادل منتظم للأنباء والأخبار المصورة عن الاحداث الجارية فى البلدين، وإعطائها الأفضلية في وسائل النشر والإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، وكذلك المواقع الالكترونية إضافة إلى تبادل الدراسات والمعلومات. وتنص المذكرة على دعم الإنتاج المشترك للإصدارات المطبوعة والإلكترونية التي تلقي الضوء على العلاقات بين البلدين فى مختلف جوانبها سواء التاريخية أو المعاصرة، كما اتفق الجانبان على تقديم التسهيلات اللازمة للباحثين والمتخصصين للحصول على الخبرات والمهارات الإعلامية، ويجوز للطرفين إضافة مجالات أخرى من خلال القنوات الدبلوماسية. وتمتلك مصر ثقل ثقافي وإعلامي ملموس في سلطنة عمان، ويلعب الأزهر دوراً ريادياً في القطاع الديني بسلطنة عُمان، فهناك بروتوكول موقع بين الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف والشئون الدينية العُمانية، ويلتقي ممثليها في إطار اللجنة المشتركة.