هو قتيبة بن مسلم بن حصين الباهلي، ولد في عام 49 للهجرة في العراق، وتحديداً في مدينة البصرة، وتعلّم القرآن الكريم، ومن ثم اهتم بتعلم الفروسية، وفنون القتال. يعُتبر من القادة العرب الشجعان، ويعدّ من أشهرهم في عهد حُكم الدولة الأموية، وهذا ما ارتبط بفتوحاته الإسلامية التي امتدت إلى أقصى قارة آسيا أو ما تُعرف باسم (بلاد الصين)، وهذا ما جعله مؤهلاً ليصبح حاكماً على ولاية خراسان، ومنها بدأت الفتوحات الإسلامية بالانطلاق داخل قارة آسيا لينشر الجيش العربي المسلم قواعد الدين الإسلامي في كافة الولايات، والمدن، والدول التي تمكّن من الوصول إليها أثناء عهد قتيبة بن مسلم. تعلّم قتيبة بن مسلم كافة فنون الحرب، والفروسية، والمبارزة صار جهازاً ليصبح مقاتلاً من المقاتلين المتميّزين في الجيش الإسلامي، وهذا ما جعل القائد المسلم المهلب بن أبي صفرة يختاره للسفر إلى الحجاج والي العراق، فقام الحجاج باختبار قتيبة بمجموعة من الاختبارات، والتدريبات العسكرية، حتى يتأكد من كفاءتهِ ليكون من أحد أفراد الجيش، وهذا ما تمكّن من إثباته فعلاً، وخصوصاً لتميّزه بالحنكة، والذكاء، وسرعة البديهة. عندما أثبت قتيبة أنه مؤهلٌ ليصبح قائداً باشر بقيادة جيش المسلمين المنطلق من ولاية خراسان للبدء بالفتوحات الإسلامية لبلاد آسيا، وكانت من مهمات قتيبة استكمال فتح خراسان كاملة؛ إذ لم تتم السيطرة على كافة أراضيها بالبداية، مما أدى إلى عدم استقرارها، ويعد هذا السبب من أحد الأسباب الرئيسية التي ساهمت في تعيين قتيبة والياً عليها، وليتمكن أيضاً من الدفاع عن المناطق التي انتشر الإسلام فيها داخل خراسان. وفي عام 96 للهجرة قُتل القائد العربي المسلم قتيبة بن مسلم على يد جيش الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك؛ بسبب حدوث فتنة في الدولة الأموية.