تحيي مدينة الوردانين اليوم ذكرى 22 جانفي 1952، وفاء للمناضلين و المقاومين و الشهداء. و يتضمن البرنامج الاحتفالي عدة فقرات تنشيطية و ذلك لاستحضار الدور الذي لعبه أبناء هذه المدينة في مقاومة الاستعمار. وتعد أحداث 22 جانفي 1952 التي جدت في مدينة سوسة و استشهد خلالها العديد من التونسيين و من بينهم أربع من أبناء مدينة الوردانين معقل النضال و هم الشهيد بلقاسم بن احمد خلف الله و الشهيد حسن بن محمد القصير قريسة و الشهيد محمد بن الحبيب بن سالم و الشهيد محمد بن محمد العياري ، امتدادا لمؤتمر 18 جانفي 1952 الذي تمت فيه التوصية بدعوة الشعب الى التظاهر و الإضراب والاحتجاج و الإعلان بانطلاق المقاومة بالإضافة الى التنديد برسالة 15 ديسمبر1951 وبالإجراءات التعسفية التي اتخذها المقيم العام الجديد "دوهوت كلوك" لتطبيق سياسة ردع المواطنين و أبناء الحزب وتخويفهم وقمعهم والتي تم بمقتضاها إيقاف الرئيس بورقيبة وعدد من قادة الحزب. وبما ان المقاومين و المواطنين و أبناء الحزب الحر الدستوري الديمقراطي كانوا آنذاك متعلقين بالمجاهد الأكبر الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة و بمواقفه النضالية انطلقت المقاومة في مختلف جهات الجمهورية استجابة لدعوته الدخول في المقاومة، حيث انطلقت صباح يوم 22 جانفي 1952 مسيرة ضخمة في مدينة سوسة من أمام صيدلية جلول بن شريفة رئيس الجامعة الدستورية بسوسة نحو مقر القايد وفي الطريق في باب جديد اعترضتها القوات المسلحة فوقع الاصطدام الذي أسفر عن وفاة 8 تونسيين من بينهم أبناء الوردانين و قتل القائد العسكري لحامية سوسة و جرح العديد من المتظاهرين.