قال الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية السابق، إن تدوين السنة بدأ منذ عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، حيث جاءه رجل اسمه أبوشاه، فقال: "يا رسول الله اسمع منك الكلام، وأذهب لقومى لأحدثهم بما سمعت فأنساه"، فقال أكتبوا لأبوشاه. وأوضح "جمعة"، خلال حواره ببرنامج "والله أعلم" عبر فضائية "سي بي سي"، اليوم الأحد، أنه من أوائل من كتب عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عبدالله بن عمرو بن العاص -رضى الله عنه-، وكان أبوهريرة متفرغ لحفظ الأحاديث والتلقي، وكان من أهل الصدفة الذين اختصهم رسول الله بجزء من المسجد، وكان رسول الله يصرف عليهم، وهم متفرغين للعلم، لافتًا إلى أن رسول الله أجاز التفرغ للعلم، ولم يُجيز التفرغ للعبادة. ولفت، إلى أن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه-، قال: "كنت أكتب كل شيء أسمعه من رسول الله، أريد حفظه، فنهتني قريش، فقالوا: إنك تكتب كل شيء تسمعه من رسول الله، ورسول الله بشر يتكلم في الغضب والرضا، فأمسكت عن الكتابة، فذكرت ذلك لرسول الله، فقال: أُكتب، فوالذي نفسي بيده ما خرج منه إلاّ حقّ، وأشار بيده إلي فيه". وتابع: "الظريف اللي بينتقد البخاري، ويقول أنه طق حنك أو حكاوي القهاوي، ويتحدث عن أنه ليس مكتوب بخط يد البخاري، ما القرآن مكتوب عن كتاب آخرين"، وإنما هو علم وثق بما لم يوثق به علم في العالمين، والتوثيق من الأمور العجيبة الفريدة التى اختص بها أمه محمد، سواء في القرآن أو السنة، أو كتب العلماء.