وضع مقتل الرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح، نهاية لحقبة طويلة من حكمه لليمن، والتي امتدت لأكثر من 33 عاماً، لكنها أيضاً تفتح صفحة جديدة من تاريخ البلاد. فعملية مقتل "صالح"، والتمثيل بجثته بطريقة مهينة ومخالفة لكل الأعراف القبيلة، وإظهار أنها عملية ثأر لمقتل زعيم المتمردين حسين الحوثي، تمثل أيضاً فرصة لليمنيين أولاً للتوحد ضد الحوثيين، التي تمثل سيطرتهم على السلطة وصنعاء عاصمة البلاد كابوساً يجب التخلص منه، وحان الوقت للقضاء على المشروع السلالي المرتبط بإيران. وفيما لا زال الغموض يكتنف مصير أقارب صالح وأيضاً القيادات العسكرية الموالية لصالح، يبدو السؤال الأعم والأبرز، هو كيف ترتب قيادات المؤتمر في الداخل والخارج وهذه القيادات العسكرية صفوفها في مواجهة الحوثي الذي بلا شك ستمتد يده الانتقامية إلى كل قيادات حزب المؤتمر في صنعاء والمناطق الواقعة تحت سيطرتها. إذاً لا يجب على قيادات المؤتمر في الخارج وبدعم من الشرعية والتحالف وكل القوى السياسية الأخرى في اليمن مد يدها إلى قيادات وقواعد المؤتمر للملمة صفوفها، والتوجه يداً واحدة لمقارعة المشروع الإيراني، الذي يمثله الحوثيون، والذين أصبحوا تهديداً حقيقياً للنظام الجمهوري في اليمن. لأسرة صنعاء رمزية مهمة داخل حزب المؤتمر ولذا يستطيع نجل صالح أحمد أن يلعب دوراً مع القيادات الأخرى في لملمة صفوف الحزب الذي كان الحزب الذي يقود اليمن وغيابه من المشهد سيكون له تداعيات كبيرة وتستفيد منه فقط الجماعات المتطرفة والحوثيين. تبدو مسارات ما بعد صالح مركبة للكل لكنها أيضاً تمثل فرصة سانحة للجميع بما فيهم قيادات المؤتمر وأسرة صالح والشرعية والتحالف التحرك ووضع استراتيجية دقيقة وسريعة وطويلة الأمد للتحرك، خاصة وأن مقتل صالح ينهي الغطاء السياسي الذي كان يوفره المؤتمر. كما يجب أن تستثمر الشرعية ومكوناتها السياسية والقبلية والعسكرية وكذلك علاقات المملكة الوثيقة مع القبائل لقلب الطاولة على الحوثيين. لم يعد بالإمكان التريث والتأخر فيما سيكون المسار الذي يجب التحرك عليه واستثمار الغضب الشعبي العارم على مقتل صالح وإعدامهم بطريقة مشينة والتمثيل بجثته، للتحرك سريعاً في عملية عسكرية نحو صنعاء، وتحويل الصدمة من مقتل صالح إلى دفعة.