قال مسؤولون في الإدارة الأمريكية إن الرئيس دونالد ترامب سيعترف رسميًا بالقدس عاصمة لإسرائيل في خطوة ستؤجج التوتر في منطقة الشرق الأوسط، وأن ترامب لن يعلن النقل الفوري للسفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس في خطابه المرتقب اليوم الأربعاء. وقال المسؤولون إن الاعتراف بالقدس عاصمة للإسرائيل "اعتراف بالواقع"، وأن ترامب سيبلغ وزارة الخارجية ببدء عملية نقل السفارة الأمريكية إلى القدس وقد تستغرق أعواما. ولا يعترف المجتمع الدولي بسيادة إسرائيل على كل القدس التي تضم مواقع إسلامية ويهودية ومسيحية مقدسة، وبإعلان ترامب ستصبح الولاياتالمتحدة أول دولة تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، منذ تأسيس الدولة عام 1948. يدفع المنطقة لمزيد من التطرف وحذَّر أحمد قريع، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس دائرة شؤون القدس، من مخاطر وتداعيات نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس، والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، معتبرًا ذلك تنكرًا لعملية السلام، وتدميرًا لما تبقى من بعض الآمال في تحقيق عملية السلام العادل والشامل المنشود. ورفض قريع في بيان صحفي، أي إجراء من شأنه أن يغير الوضع القائم في مدينة القدس؛ وبالتالي على الإدارة الأمريكية راعية السلام في المنطقة العدول عن هذا القرار الخاطئ والخطير، الذي من شأنه إطلاق العنان لحكومة الاحتلال الإسرائيلي للاستمرار في الاستيطان وعمليات التهويد الممنهج للمدينة المقدسة. وقال قريع: إنه في حال إصرار الإدارة الأمريكية على نقل سفارتها إلى مدينة القدس، والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، فستثبت للعالم أنها طرف غير نزيه وغير عادل في رعاية عملية السلام وحل الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين؛ بالتالي تتحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية خرقها القرارات والقوانين الدولية التي تعتبر مدينة القدس مدينة محتلة؛ يجب أن يجلو عنها الاحتلال. وأكد رفض القيادة الفلسطينية أي تهديدات وضغوطات سياسية تمارسها الإدارة الأمريكية، وتهدف إلى النيل من عزيمة الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية غير القابلة للتصرف، مشددًا على أن مدينة القدس عاصمة دولة فلسطين الأبدية، وأن أي قرار للاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل لن يقيم حقيقة على الأرض، وسيتم التعامل معه كموقف معادٍ للحقوق الفلسطينية. قرار لمصالح شخصية قالت شبكة "سى إن إن" الإخبارية الأمريكية، إن إعلان الرئيس دونالد ترامب المرتقب بشأن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل سيتسبب على الأرجح فى اضطراب سياسى فى الشرق الأوسط . وأشارت الشبكة إلى أن الموقف السياسى الهش لترامب بين الناخبين الأمريكيين ربما يسبب أصداء خطيرة فى الشرق الأوسط، لافتة إلى أن هناك نقاشا يجرى عما سيستفيده ترامب شخصيا والولاياتالمتحدة بشكل عام من هذا القرار الذى سيمثل تحولا كبيرا فى السياسة الخارجية ويحمل مخاطر كبيرة. "السيسي" ل"ترامب": لا تعقد المنطقة وتلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي اتصالاً هاتفياً من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وصرح السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأنه تم خلال الاتصال تناول القرار المزمع اتخاذه من قبل الإدارة الأمريكية بشأن نقل سفارة الولاياتالمتحدة إلى القدس، حيث أكد الرئيس على الموقف المصري الثابت بشأن الحفاظ على الوضعية القانونية للقدس فى إطار المرجعيات الدولية والقرارات الأممية ذات الصلة، مؤكداً ضرورة العمل على عدم تعقيد الوضع بالمنطقة من خلال اتخاذ إجراءات من شأنها تقويض فرص السلام فى الشرق الأوسط. العاهل السعودي: خطوة خطيرة وقال العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز، إن أي إعلان أمريكي حول القدس يسبق التوصل إلى تسوية يعتبر "خطوة خطيرة" على حد تعبيره، وذلك في اتصال هاتفي جرى بين الطرفين، الثلاثاء. ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية أن الملك سلمان "أكد لفخامة الرئيس الأمريكي خلال الاتصال أن أي إعلان أمريكي بشأن وضع القدس يسبق الوصول إلى تسوية نهائية سيضر بمفاوضات السلام ويزيد التوتر بالمنطقة،" موضحا أن "سياسة المملكة كانت ولا تزال داعمة للشعب الفلسطيني وحقوقه التاريخية." وشدد العاهل السعودي وفقا لتقرير الوكالة على أن "من شأن هذه الخطوة الخطيرة استفزاز مشاعر المسلمين كافة حول العالم نظرا لمكانة القدس العظيمة والمسجد الأقصى القبلة الأولى للمسلمين." مناشدة الرئيس الفلسطيني وحث محمود عباس أبو مازن الرئيس الفلسطينى، بابا الفاتيكان والرئيسين الروسى والفرنسى والعاهل الأردنى على التدخل لمواجهة خطة ترامب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس. وناشد الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن قادة العالم التدخل للحول دون تطبيق خطة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب نقل السفارة للقدس.