تفاقمت الأوضاع على الساحة اليمنية بشكل متزايد منذ الأمس، عقب مقتل الرئيس اليمني الأسبق على عبد الله صالح، على أيدي ميليشيات الحوثيين، لذا نستعرض أبرز المعلومات عن ميلشيات "الحوثييين". تأسيس الحركة حركة سياسية دينية مسلحة تتخذ من صعدة شمال اليمن مركزا رئيسيا لها. عرفت بالاعلام باسم الحوثيين نسبة إلى مؤسسها بدر الدين الحوثي، ويعد المرشد الديني للجماعة.
تأسست الحركة عام 1992 نتيجة مايشعرون أنه تهميش وتمييز ضد الهاشميين من الحكومة اليمنية، عرف عن انتماء قادة الحركة وأعضائها إلى المذهب الزيدي، وبالرغم من أن الحركة تُقاد من قبل شخصيات هاشمية زيدية كاريزماتية وتستلهم وجودها من التراث الهاشمي الزيدي اليماني، فهي ليست تحدياً للحكومة اليمنية ولا مظهر محلي من مظاهر الهلال الشيعي العابر للقوميات.
تضارب حول الأساس الفقهي تضاربت الآراء حول الأساس الفقهى والمرجعية الدينية التي بنى عليها الحوثيون فكرهم، فالبعض يرى أنهم جماعة شيعية إثنى عشرية تمثل الخط الشيعي الأساسي لدولتي إيران والعراق، والبعض الآخر يرى أنهم يتبعون المذهب الزيدي، وهو أقرب المذاهب الشيعية إلى المذهب السنى. ويؤكد الحوثيون أنفسهم أنهم زيدية وليسوا إثنى عشرية وهو كلام أقرب إلى المنطق؛ لأن سكان منطقة صعدة كافة ينتمون إلى الطائفة الزيدية، كما أن مؤسس التنظيم بدر الدين الحوثى أحد أهم علماء الزيدية فى العالم الإسلامى فى الربع الأخير من القرن العشرين.
الأزمة بين الحوثيين والدولة بدأت الأزمة الحقيقية بين الحوثيين والدولة اليمنية فى العام 1992 عندما أنشأ الحوثيون تنظيما سياسيا سموه "الشباب المؤمن" وأخذوا فى الانتشار بفعل القوافل الدعوية التى كانت تجوب مساجد البلاد من أجل الدعوة إلى الحركة الجديدة وكان شعارهم الذى ما يزال يرددونه حتى الآن: "الله أكبر.. الموت لإسرائيل.. الموت لأمريكا.. اللعنة على اليهود.. والنصر للإسلام"، وهنا تدخلت الشرطة اليمنية ومنعتهم من ترديد هذا الشعار، وبفعل التعامل الامنى الخشن مع الدعوة نشأت الأزمة بين الحوثيين والنظام اليمنى برئاسة الرئيس على عبد الله صالح الذي كان رئيسا لليمن في ذلك الوقت.
عقب اندلاع ثورات الربيع العربي مطلع العام 2011 انخرط الحوثيون في المشهد السياسى اليمني تحت اسم تنظيم "أنصار الله"، وشاركوا بكثافة في أعمال الثورة التي قام بها الشعب اليمني ضد نظام الرئيس السابق على عبد الله صالح عام 2011.
توقيع وثيقة الحوار الوطني مع الدولة وبعد 3 سنوات من الاعتصامات والاحتجاجات في شوارع اليمن وقع الحوثيون في يناير 2014 على وثيقة الحوار الوطني مع الدولة وبقية الفصائل، والتى نصت على نزع سلاح كل الجماعات المسلحة وبطبيعة الحال كان الحوثيون في طليعة تلك التنظيمات المسلحة؛ غير أن الحوثيين لم يلتزموا بتسليم أسلحتهم.
المشاركة في الحوار الوطني شارك الحوثيين في الحوار الوطني، وحولت الحكومة اليمنية رفات حسين بدر الدين الحوثي لأسرته، وذلك بعد تسع سنوات من مقتله، ودفن في شمال اليمن في يونيو 2013، بحضور ممثل عن الرئيس هادي، وتم اغتيال عبد الكريم جدبان وأحمد شرف الدين خلال سير جلسات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وهما من السياسيين المقربين من الحوثيين، وتعرض إسماعيل إبراهيم الوزير، رئيس مجلس شورى حزب الحق، لمحاولة اغتيال في 8 أبريل 2014.
تصاعد الأزمة في 5 يوليو قصفت القوات الجوية اليمنية مواقع للمقاتلين الحوثيين في بلدة الصفراء في محافظة الجوف، شمال العاصمة صنعاء، التي كان قد سيطر عليها الحوثيين، والقت الحكومة اللوم على الحوثيين وقالت ان القصف بسبب تقاعس المقاتلين الحوثيين عن ترك مواقعهم في المنطقة امتثالاً لشروط الهدنة التي أبرمت في 23 يونيو 2014، لكن الحوثيين، ألقوا باللوم على وحدات عسكرية مرتبطة بحزب الإصلاح في خرق الهدنة يوم الجمعة 4 يوليو.
الحوثيون عملاء لجهات أجنبية حرص علي عبد الله صالح ودائرته منذ بداية النزاع على تصوير الحوثيون كامتداد ل"جهات خارجية" وتلقي الأموال والدعم المعنوي والمالي والعسكري من "دول إقليمية"، وتحدث وزير الداخلية اليمني حينها أن :"التحقيقات والتحريات كشفت تفاصيل كثيرة عن الدعم الإقليمي الذي تتلقاه جماعات متمردة على القانون والدستور، إما من خلال وكالات إستخباراتية في بعض الدول، أو جماعات عقائدية ومذهبية، أو جمعيات خيرية في المنطقة"،هدف دعم أجنبي كهذا وفقا للحكومة اليمنية حينها هو :"لزعزعة الإستقرار، وخلق الفوضى والدمار في المجتمع اليمني".
ودام الصراع بينجميع الأطراف في اليمن إلى أن استيقظ اليمنيون أمس على مقتل الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح.