بدات القصة من هنا؛ أرسل محمد على أبنه "طوسون"، إلى الحجاز لإخماد حركة الوهابيين وكان عمره لايزيد عن 18 عامًا. وأستولي الشاب علي مكة والمدينة 1813 م وأرسل مفاتيح المدينتين إلي السلطان العثماني في استانبول، ولكن حين لاقت الحملة صعوبات خطيرة، سافر محمد علي بنفسه ليساعد ابنه. وعاد طوسون إلي مصر واستقبل استقبال الأبطال، وفي 1816 م أقام محمد علي مأدبة كبيرة احتفالاً بعودة ابنه طوسون، ولكن ما كاد الاحتفال يبدأ حتي مرض طوسون بالطاعون، ومات خلال 24 ساعة. وبعد وفاة طوسون بسنوات قليلة و بناء علي القصة المتداولة التي أوردها أمين باشا سامي في كتابه "تقويم النيل". يقول أمين باشا إن ريحا شديدة حصلت وقت مجيء يوسف أفندي من بعثته من فرنسا في البحر مما سببت إقامة العائدين معه نحو ثلاثة أسابيع بجزيرة مالطة. وتصادف في تلك المدة أنه رست سفن حاملة أشجارا مثمرة من جهات الصين واليابان، فاشترى منها يوسف أفندي هذا ثمانية براميل بها شجر مثمر من النوع المعروف الآن باسم يوسف أفندي. ولما وصل الإسكندرية وحدد وقت المقابلة الوالي محمد علي باشا "الذي كان مهتما باستقبال أفراد البعثة وجاء دور مقابلته والتمس أن يحمل معه في طبق جانبا من الفاكهة، التي كان قد اشترى أشجارها. وعندما تناولها وأعجبته سأله عن اسم الفاكهة، وكان يوسف قبل ذلك سأل بعض الحاشية عمن يحبه الوالي من أولاد أكثر من غيره فأخبره بأنه يحب طوسون باشا. سأل الباشا عن اسم الفاكهة فأجاب هو "طوسون"، فتبسم محمد علي باشا، وقال له ما اسمك؟ فقال يوسف، فأمر بأن يسميها "يوسف أفندي"، وأمر بأن تزرع هذه الفاكهة الجديدة في جنينة قصر شبرا فعرف هذا النوع بجهات شبرا وما جاورها للآن (أي عام 1928) باسم طوسون، وعرف بباقي الجهات باسم يوسف أفندي وبعد ذلك خصص محمد علي 100 فدان بجوار قصر شبرا لزراعة الأشجار الجديدة القادمة من خارج مصر، وأرسل 30 شخص من أبناء كبار مشايخ البلاد والأغنياء المقتدرين لتعليمهم زراعة تلك الأصناف على يد الثلاثة تلاميذ الذين عادوا من البعثات علمية، ومنهم يوسف أفندي كما قام محمد علي بتكليف يوسف أفندي بملاحظة التجارب الزراعية في نبروه، فأعد نظاماً دقيقاً لها. مدينة أورفة المشتق منها جد يوسف أفندي كانت من ضمن أقاليم سوريا قبل استيلاء الأتراك عليها بموجب اتفاقية سيفر بين القوى الاستعمارية آنذاك (بريطانياوفرنساوتركيا) عام 1920م، حيث تم ضم أورفة وعدة أراض من الإقليم السوري مثل طرسوس ومرسين وماردين وجزيرة ابن عمر وديار بكر لتركيا. كانت تعرف أورفة باسم مدينة الرها القديمة التي تغنى بها الشعراء العرب في العصرين الأموي والعباسي، وكان يسكنها خليط من العرب والأكراد حتى تم ضمها لتركيا. كان يوسف أفندي تركيا بحسب ما هو موجود فى دفاتر تعداد نفوس ناحية مركز قفط بقنا، وهي دفاتر إحصاء خاصة بسكان النواحى، والدفاتر الإحصائية بدأها محمد علي باشا، واستمرت من بعده، وكان تعطى صفة خاصة بالأجناس غير العربية الموجودة بالصعيد: هذا تركى أو كردى أو عربي، وتذكر مهنة كل شخص مقيد. عاش يوسف قبل أن يحوز لقب الأفندية في القاهرة، وأرسل في بعثة إلى فرنسا في يوليو سنة 1826، وأخذ أعضاؤها ينتظمون في سلك المدارس الفرنسية، ويتلقون العلوم والفنون بإشراف المسيو جومار، وكان ضمن 40 تلميذا في البعثة الأولى، حيث تخصص في الزراعة هو وصديقه خليل محمود أفندي. وفي عام 1871م، اشترى يوسف أفندي الأملاك التي دونتها الوثيقة في نواحي قرية السمطا بدشنا، كما يؤكد الباحث التاريخي الجارد. وفي الطاحونة القديمة التي يطلق عليها طاحونة سفينة من عدة رجال ونساء مصريين وجراكسة مثل جلفدان البيضاء الجركسية وفاطمة بنت أغا عمر وغيرهم، بالإضافة إلي ذكر شخصيات أخرى تحوي أيضا أشخاصا مجهولين يحملون لقب أورفالي.