بعد هجوم عناصر تكفيرية على مسجد الروضة بمنطقة بئر العبد في شمال سيناء، ما أسفر عن استشهاد 305 مصلين بينهم 27 طفلًا وجرح 128 آخرين، بحسب الإحصاءات الرسمية، في أبشع الحوادث الإرهابية دموية في تاريخ مصر، ولهذا طالب مشايخ سيناء، المشاركة الفعلية مع قوات الجيش والشرطة لمقاتلة الإرهاب، حيث تقدموا بطلب رسمي لوزير الدفاع، إلا أن خبراء الأمن، أكدوا بأن محاربة الإرهاب مهمة الجيش والشرطة، ولكن مهمة الأهالي الدعم اللوجيستي عن الإرهابيين وأماكنهم. حادث مسجد الروضة وكانت العناصر التكفيرية، أضرمت النيران من نوافذ مسجد الروضة على المصلين، في هجوم استغرق من 15 إلى 20 دقيقة، ما أسفر عن استشهاد 305 بينهم 27 طفلًا، وجرح 128 آخرين، ولم تعلن أي جهة رسمية مسؤوليتها عن الهجوم، لكن أصابع الاتهام موجهة نحو تنظيم داعش في ولاية سيناء المسؤول عن كافة هجمات شمال سيناء السابقة.
الإرهابيون يلفظون أنفاسهم الأخيرة ومن جهته، قال الشيخ عيسى الخرافين شيخ مشايخ قبائل سيناء، إن ما دفع الإرهابيين للخروج من منطقة الشيخ زويد ورفح، إلى بئر العبد بشمال سيناء، هو أن الإرهابيين يلفظون أنفاسهم الأخيرة، لذا قاموا باعملية الإرهابية، ليثبتوا إعلاميًا لدول العالم بأنهم موجودين.
مطالب بتسليح الأهالي وأضاف الخرافين، أن الجيش المصرى يثأر لشهداء هجوم مسجد الروضة الإرهابي، ويقضى على الإرهابيين من البر والجو وبالفعل أحدث إصابات بالغة بين صفوف تلك العناصر التكفيرية وهذا على مرأى ومسمع الجميع بسيناء، متابعًا: "نحن مشايخ سيناء نطلب المشاركة الفعلية مع قوات الجيش والشرطة جنبًا إلى جنب كى نقاتل ونقضى على الإرهاب، نحن في خندق واحد مع الجيش في قتال الإرهابيين، ورفعنا هذا الطلب إلى وزير الدفاع وأرجوا أن يوافق عليه كى نثأر مع القوات المسلحة".
استمرار العمليات العسكرية وأكد شيخ مشايخ قبائل سيناء، أن أهالي سيناء يطالبون القوات المسلحة باستمرار العملية العسكرية بالمنطقة حتى القضاء على العناصر التكفيرية، بالإضافة إلى تحليق الطائرات الأباتشي باستمرار في الجو حتى تستطيع تتبع الإرهابيين والقضاء عليهم بسهولة، لافتًا إلى أن الأهالي ستساعد قواتها المسلحة من خلال إمدادها بالمعلومات.
مشاركة الأهالي واجبة وفي سياق ما سبق، أكد اللواء عبد المنعم كاطو، الخبير العسكري والاستراتيجي، أن مشاركة أهالي سيناء مع القوات المسلحة والشرطة المصرية في مواجهة الإرهابيين، واجب التنفيذ، مشيرًا إلى أن الجيش والشرطة يواجهون حربًا شرسًا ضد العناصر التكفيرية والإرهابية في سيناء.
وأضاف كاطو، في تصريحاته الخاصة ل"الفجر"، أنه لا بد من إشراك أهالي سيناء في مواجهة الإرهابيين مع الجيش والشرطة وليس تسليحهم، فضلًا عن دورهم في إمداد رجال القوات المسلحة بالمعلومات عن الإرهابيين المندسين في المنطقة، موضحًا أن الحرب على الإرهاب مهمة الجيش والشرطة.
وعن دور أهالي سيناء في محاربة الإرهاب، كشف الخبير العسكري والاستراتيجي، أن دور أهالي سيناء يكمن في إمداد الشرطة بالمعلومات والاستدلال على أماكن الإرهابيين، مشيرًا إلى أنه في سيناء يوجود تحت المنازل، خنادق يختبئ فيها الإرهابين.
وحول مبررات عدم تسليح الأهالي، أردف "كاطو"، قائلًا؛ حال قيام الدولة بتسليح الأهالي لمواجهة الإرهاب فإنه لا يوجود ضمان كافي حول استخدام السلاح، مؤكدًا على أن دور الأهالي يتلخص في الدعم اللوجيستي حول أماكن الإرهابيين، لمواجهتهم والقضاء عليهم.
مهمة الجيش والشرطة واتفق معه اللواء طلعت مسلم الخبير الأمنى والاستراتيجي، قائلًا؛ إن محاربة الإرهاب مهمة الجيش والشرطة وليس الأهالي، لافتًا إلى أن دور الأهالي إمدادهم بالمعلومات حول أماكن الإرهابيين.
وحول تسليح أهالي سيناء، أوضح مسلم، في تصريحاته الخاصة ل"الفجر"، أن تسليح الأهالي، يتم وفقًا لشروط محددة، فالمواطن يتقدم بطلب ترخيص سلاح، في حالات محددة كتهديده، وينظر الأمن في الطلب والأمر متروك له بالموافقة أو الرفض.